22 ديسمبر، 2024 8:13 م

الحرب بتعريف موضوعي بعيد عن المجاز تعني علاقة تغالب، أو عملية تغالب، عدائية، عنفية أو غير عنفية، بين كيانين بشريين أو أكثر، تستخدم فيها وسائل وطرق وأسلحة ملائمة، يهدف فيها كل طرف إلى غلبة عدوه بفرض إرادته عليه أو انتزاع شيء ذي قيمة ملائمة منه أو تحصيل امتيازات مادية أو معنوية ملائمة.
في الحرب يخسر الجميع ماعدا الطغاة وتجار الحروب . وإن خسارات الجنود المنتصرين الحقيقية والواقعية بعيدا عن الشعارات والدعايات، قد لا تكون أقل من خسارات الجنود المهزومين!
وتكذب الحرب عندما تقسم البشر المقصودين إلى أصدقاء وأعداء، أو منتصرين ومهزومين!
وهي دليل صارخ على فشل العقل أمام الجهل، وفشل الحضارة أمام الهمجية !
تُظهر الحروب الصفات أو الأخلاق السيئة للبشر، بشكل مكشوف، أو تحت غطاء زائف وخادع من الصفات والأخلاق الحسنة، والشعارات الخادعة!
الأخلاق السيئة تصنع الحروب، والحروب تنتج وتنشر المزيد من الأخلاق السيئة، وتصنع مشاكل جديدة وزائدة للبشر بدلا من حلها كما يدعي أربابها!
الحرب نار والبشر البؤساء حطبها المفضل! إنهم يفرحون ويفخرون بأن يكونوا حطبها المفضل! فيها يصير البشر شيئا آخر مختلفا. إنهم يتحولون إلى أدوات تخريب وتدمير وقتل منظمة نشيطة!
في الحروب يتخفى البشر وراء هياكل الجنود البائسين، حيث النفوس اليائسة والقلوب الجريحة والآمال المحطمة والمستقبل المجهول المظلم!
الحرب آفة التقدم والأخلاق الحسنة والقيم النبيلة. وهي مصنع للقبور والمقابر والمعاقين!
عندما يجتمع الترف الطاغي مع الحماقة الغاضبة يتشكل أفضل وقود للعنف والحرب!
زعامات وتجار الحروب يزرعون الأخطاء ويحصدون الخطايا. وليست الحرب أكثر من زرع أخطاء وحصد خطايا!
قبل أن تبدأ، تضع الحرب القيم الجميلة فوق رأسها: الحق والخير والعدالة والكرامة …! وبعد أن تنتهي منتصرة أو مهزومة تنسى هذه اقيم تحت أقدامها، تدوس عليها وتحطمها وتوسخها وتلطخها بالدماء والوحل!
تجهل الحروب أو تتجاهل أن الشجاعة لا تعني المشاركة الحمقاء في عنف أعمى متبادل! وتجهل أو تتجاهل أن البطولة خارجها أصدق وأنفع من البطولة داخلها!