23 ديسمبر، 2024 5:55 ص

العرب يعزفون ذات الأسطوانة على مر العقود وأوتارها التأخر والتخلف , وهي مشروخة لا رصيد حقيقي لها في واقع مسيرة الأمم وبناء الدول وصناعة الأوطان.
فالبوصلة الأساسية هي الإرادة الحية المتوثبة للشعوب , فمتى تبدأ بعزيمة وإصرار وإيمان بقدراتها فأنها ستكون حتما , ولا يوجد شعب إذا أراد أن يكون لن يكون.
إن عدم القدرة على التكوّن والتألق مسألة ذاتية , فالعيب بالشعوب وليس في المطلوب.
في النصف الأول من القرن العشرين كان العراق ومصر أكثر تقدما من الصين والهند والباكستان , وفي نهايته , أصبحت تلك الدول أكثر تقدما منهما , والسبب في أن إرادة العراق ومصر تبددت فيما يضر ولا ينفع , وإرادة تلك الدول تحقق الإستثمار فيها وتوظيفها لبناء الحاضر والمستقبل.
تلك شعوب بدأت فكانت , وشعوبنا إندخرت فهانت وخابت , ولا تزال متوحلة برؤى وتصورات سلبية يتم تغذيتها من قبل أعدائها , وتعزيزها بأدعياء الدين الذين وجدوها فرصة للتأسد على أبناء الدين , ووصفهم بالجاهلين , الملزمين بالتبعية والخنوع وإستلطاف حياة القطيع.
وعندما تحاطبها بالقول , متى ستبدأون ستكونون , يُحسبُ هراءً وتصوراً خياليا وإنكارا لواقع مهزوم , ومنهوك بالتداعيات المريرة والحرمان من أبسط الحاجات , ولا يمتلك البنى التحتية الكفيلة بالإنطلاق.
فهل أن الشعب حاول البناء والإستثمار بطاقاته؟
وهل إنطلقت إرادة الفريق الواحد؟
وهل الوطن وعاء المواطنين وبيتهم الذي يعمرون؟
إن أسس وأركان الإرادة القوية المتطلعة للمستقبل الأفضل مفقودة في واقع يتبع للطامعين فيه , وللغادرين والعدوانيين على مصيره وقدرته على الحياة.
فهل لنا أن نبدأ لنكون؟
فلا توجد بداية متأخرة , ومَن سار على الدرب وصل , واعتصموا بإرادة الوطن ولا تباغضوا!!