22 ديسمبر، 2024 7:42 م

متى سنتحررمن سطوة الأدينة؟!!

متى سنتحررمن سطوة الأدينة؟!!

الأدينة إستعمال الدين لتحقيق المآرب والرغبات الشخصية بإسم الدين.
الكتابات والخطابات السائدة في أرجاء الأمة ذات إطار ديني , ولن تجد ما يتصل بالجد والإجتهاد وبناء الإرادة الوطنية والعزة والكرامة والسيادة.
لو أخذنا أي موقع وقارنا ما يُنشر فيه مع أي موقع في مجتمعات الدنيا الأخرى , لتبين الفرق الشاسع بين الحالتين.
الدين المتصوَر يتحكم بنشاطاتنا على كافة المستويات , وكأننا لوحدنا أصحاب دين , وأمم الدنيا بلا دين , فالدين الحقيقي مطمور في الكتب ومرفوف في ظلمات المكتبات والسراديب , وعلينا أن نتبع ما يتفوه به المعممون المضللون الدجالون الذين يتوهمون بأنهم يحتكرون الدين.
فمشكلة الأمة تكمن في أنها مصفودة بزنزانة الدين , ولن تجد فيها ما يتصل بالحياة المعاصرة , ولا يُعرف عن خطباء منابرها , بأنهم يتحدثون بإيجابية , وإنما العدوانية ديدنهم والكراهية مذهبهم , ليديموا نعمة الأخذ من المساكين , ولتترع جيوبهم بالمال المُباح.
لماذا يتم إيهام الناس بأن دينهم هو الدين؟
لماذا يزرعون في الوعي الجمعي أن جميع خلق الله كفرة , وهم المسلمون الأطهار السائرون إلى جنان النعيم الغناء , وغيرهم في جحيمات سقر , التي ربما سيحيلونها إلى جنات عدن بعقولهم المتفاعلة؟
الأمة مقعدة , لأنها تعطل عقولها بمناهج الأدينة , وبإدعاءات فرقها وجماعاتها بما تسميه دين , تفصله وفقا لنوازع نفوسها الأمّارة بما تشتهي وتريد.
وفي خضم تباليس إبليس الدينية يضيع جوهر الدين , وتتفشى الأمية بكل شيئ , ويدوم الغَفل , وتتعثر الأجيال ببعضها , وتُستنزف طاقاتها في تفاعلات سلبية خسرانية قاسية.
فكم قتل أدعياء الدين من الأبرياء بإسم الدين الذي يحتكرون؟
فإلى متى يبقى الناس في غفلتهم يعمهون؟
وأين الدين القويم؟
وهل لنا من الدنيا نصيب؟!
و”ويل لأمة كثرت فيها الطوائف وقل فيها الدين”!!
د-صادق السامرائي