لا تعوزني الجرأة والصراحة أن أقول كلمة صدق ونقد من أجل نجف يجب أن تحترم عباقرتها وأفذاذها من الشعراء والأدباء العمالقة كبقية مدن العالم المتحضر التي تنصب لهم التماثيل، وتسمى أشهر ساحاتها وشوارعها الكبرى بأسمائهم، وتغطي على أخطائهم، وتجد ألف عذر وعذرلنواحي نقصهم، ليظهروا بمظهر الكمال والجمال، لأن الشعر والأدب والفن هو الذي يخلد في التاريخ الإنساني…إليكم إليكم!1
يا الله …يا الله…!!
كيف يعقل أهلنا في النجف الأشرف ومن بينهم من يحمل شهادات دكتوراه آخر الزمن العجيب الغريب، ومنهم من يزعم أنه مؤرخ ناقل دون تحليل ولا إبداع في أسلوبه الأدبي، أو أديب بالاسم غير مؤدب… ومن ومن؟!! أن شاعرًا موهوبا ، لديه الملاحم والقصائد العصماء؛ بل يؤلف منجزات غاية الأهمية والعبقرية كمنجزه ( كتاب العروض والقوافي والضرائر الشعريه) ، ومثل هذا الكتاب يتطلب – كما يعرف أبسط الأدباء-تقطيعا عروضيا للشعر العمودي وشعر التفعيلة، والتقطيع العروضي يعني أن تعرف وبعبقرية فذة مفردات اللغة بحركاتها وسكناتها، لأن الشعر العربي أساسًا أساسه الحركات والسكون بأوتاده وأسبابه وفواصله الصغرى والكبرى، ومواقع الشّدات- لأن الشدة حرف ساكن ، يليه حرف متحرك، ومواقع همزات الوصل والقطع- لأن همزة القطع تلفظ، وهمزة الوصل تكتب ولا تلفظ؛ لذا توضع الهمزة على همزة القطع، ومواضع التنوين بجميع وجهاته- لأن التنوين في الشعر ، يكتب بحرف نون ساكنة، ومعرفة الترخيم، واختلاس وإشباع حروف اللين والمد ووووووو. وقد قطعت الشعر مقطعيًا، وخليلياً ، ورمزيًّا ( /0)، وعروضًا رقميا- حتى عدّني أستاذ دكتور في موريتانيا كأحد رموز علم العروض في الوطن العربي، راجع موقع الواحة الأدبية- وقطعت شعرًا لشعراء قدماء ومحدثين ومعاصرين، وروّاد شعراء تفعيلة عرب وعراقيين، وسلطت الضوء على أدق الخفايا وتجاوزات عمالقة الشعر، وأخذتني غيرتي النجفية لأشرع بتقطيع شعر شعراء محسوبين على مدرسة النجف الأشرف كالجواهري والصافي والشبيبي الكبير واليعقوبي والسيد حيدر الحلي و السيد جعقر الحلي… على حين أهلي وأبناء جلدتي يسخرون ويستهزؤون حقدًا أو لؤمًا أو جهلا، ويبحثون عن كل سهو عابرمن طباعتي، أو طباعة غيري – وهو الأغلب لعجز العينين الكليلتين- ليجعلوا من الحبة قبة، أو يتعمدوا الخطأ بخطيئتهم ، حتى أن غلاف أحد مؤلفاتي طبع باسم كريم مرزة الاسدي دون همزة على الأسد، وشذرات الأيّام دون همزة الأيام!! مزقت معظم ما طبع، وطلبت من أختي أن تكمل مشوار التمزيق ، وبقية المخصوصين يتشمتون ساخرين بجهدي وأموالي، وأنا الغريب عنكم بعد البحار والقارات والمحيطات، والمغترب زمانيا عنكم بعمق الهوة الفكرية ، وكبر النفس بتواضعي وبساطتي، ونسيتم ، ولعلكم لا تدركون الفارق بين البساطة والسذاجة، والتواضع والضعف !!
كيف سينظر القارئ اللبيب لمثل هذا الكتاب… يا عيب الشؤم تأكلون لحم أخيكم وابنكم ، وهو من أفذاذ الشعراء واللغويين والأدباء والنحويين في الوطن العربي.وسيشهد التاريخ بعد صحوة العراق من سباته العميق
… حتى الجواهري العظيم وضع أربعة مصححين ومنقحين لكتابه ( ذكرياتي بجزأيه)
ويمجدون حواشي حواشي حواشي المرجعيات نفاقًا وتملقًا ورياءً وارتزاقًا ليس بغريب أن يظهر الزمن ألف أبو لهب و أبو جهل!!
النجف الأشرف تطمر وتدمر عباقرتها الأفذاذ الأفذاذ ، لا تستغرب أن معظم العرب لا يدرون ولا يعرفون أن المتنبي العظيم، الرائد الأول في الشعر والأدب العربي من كوفة العراق، كان من الأجدر والأصلح والأشهر للكوفة والنجف الأشرف أن يسمى شارع الكوفة – النجف بشارع المتنبي، وقد ذكر كوفته وبسيطته(منطقة حديفة غازي سابقًا)،وثويته ( منطقة كميلالواقعة بين النجف والكوفة) في شعره. وأن يسمى الشارع بين ساحة ثورة العشرين والميدان بشارع الجواهري، وهو نكملة لشارع الكوفة، والجواهري امتداد للمتنبي.
نعم سُمي شارع الروان يشارع الجواهري خجلًا ورفع عتب بشارع الجواهري؛ ولكن النجفيين استكثروا عليه هذا الشارع، فلم يطلقوا عليه إلا شارع الروان، من أجل عيون مطعم الروان!! .قليلًا من الحياء والخجل من التاريخ وعباقرته الأقذاذ، ثم أين الصافي النجفي الذي عدّه العقاد العظيم أفضل شاعر أنجبته الأمة العربية في تاريخها!!
للعلم رجاء ، الجواهري العظيم والصافي النجفي الكبير، لم تبرزهما النجف؛ بل غادرا مدينتهم ، وهما دون العشرين، ونيف وعشرين بالنسبة للجواهري، وحط برحاله في بغداد ، وخلع عمامته.. ونظم عريانته وجربينهووو وغيرهما من قصائد الغزل الفاضح ، وتابع قصائده الوطنية والقومية والإنسانية من بغداد وبراغ ودمشق، فأصبح شاعر العرب الأكبر، والصافي النجفي غادر لبلاد فارس ودمشق وبيروت ومنها ذاع صيته، واتهرت عبقريته، وإلا لطمر اسمه كما طمر الشاعر العبقري الأستاذ صالح الجعقري( من بيت كاشف الغطاء) ، و الشاعر الملهم عبد الأمير الحصيري وغيرهما.
ثم من يعرف من العرب أن النابغة الذبياني والأعشى ولبيدًا والأخطل والكميت ودعبلًا وصريع الغواني ( مسلم بن الوليد)، وأبا العتاهية ( نشأته)، وأبا حنيفة النعمان ، والكسائي والفراء والرؤاسي وثعلب وابن العربي ، وأبن قتيبة وابن الكلبي وابن فراس وابن هشام ووو من عمالقة الشعر واللغة والأدب من الكوفة الحمراء، هؤلاء بعضهم ؛ وغضضت الطرف عت بقية السلف الصالح منعًا للإطالة.
هذا نقد جارح صارخ جريء من أجل النجف الأشرف نفسها، فالنجف نجفنا وأهلها أهلنا، وقصائدي عن النجف الأشرف الرائعة، وكتابي المظلوم الذي غدر في طبعه، بعدم التفريق بين همزة القطع والوصل( تاريخ الحيرة والكوفة والأطوار المبكرة للنجف الأشرف) تهد على وفائي وأصالتيوصدق مشاعري، لا يصلح واقع نجفنا الأعلى إلا جرأة كتّابها وشعرائها المخلصين لها.
نرجع لكتابنا العروضي، وكتبت بإسهاب وتفصيل عن علم القوافي حتى يتفهمه أبسط الشعراء المبتدئين، وكتب عن الضرائر الشعريةما لم يكتبه أي باحث وعروضي في الزمن المعاصر، ومنحت شعراء العمودي والتفعليلة ضرائر لم يحلموا بها ، لأفسح لهم المجال الواسع بعد هجمة قصيدة النثر – أعني غير المسؤولة منها-
وألفت في ( نشأة النحو العربي ومسيرته الكوفية) الذي اشتهر في جميع في جميع مكتبات وجامعات الوطن العربي والعالم، ومثله ( للعبقرية أسرارها..) ، و(كتابات أدبية وقراءات نقدية) في أجزاء منذ العصر الجاهلي ؛ إذ الشنفرى- ولم ينصفه أحد غير كاتب هذه السطور- وعمرو بن كلثوم والنابغة الذبياني، وطرفة بن العبد وزهير بن أبي سلمى، وعصر صدر الإسلام بكعب بن زهير وأعشىاه ولبيده؛ والعصر الأموي بأخطله وفرزدقه وجريره وكميته…، والعباسي بأبي نؤاسه ودعبله وأبي شمقمقه، وبشاره وأبي عتاهيته، وابن روميه… ومتنبيه ومعريه وشريفه الرضي وووو والمعاصر من جواهريه وشوقيه وداتره زكي مبارك والشبيبي الكبير ويعقوبه وسيابه وبياتيه ورصافيه ووووولم أنس حتى شعراء الواحدة والشعراء الذين اشتهروا بواحدة ، وطرائف وأخوانيات شعراء النجف الأشرف وشوقس وصحبه، وأخيرًا – وأنا المصاب بمرض خبيث، بل أخبث الخبثاء، أكلل جهودي بكتاب( اللغة العربية بين يديك).
اذكروا لي رجاء متفضلين مَن من النجفيين لديه شعر من أروع العر العربي، وألف في علوم العروض والقوافي والضرائر الشعرية، ونشأة النحو العربي، وتاريخ الحيرة والكوفة والأطوار المبكرة للنجف الأشرف، وأجزاء عن الشعر والشعراء بكتابات أدبية وقراءات نقدية، وشعراء الواحدة ومن اشتهر بواحدة ، وطرائف شعراء النجف الأشرق وشوقي وصحبه، وللعبقرية أسرارها، وتاريخ البصرة، زالسرقات الأدبية بين النحل وتوارد الخواطر ونظرية التأثر والتأثير، وعلماء وفلاسفة وأطباء عرب اثروا على الحضارة الإنسانية من أبي بكر الخوازمي وقرة بن ثابت وإسحاق الحبري وابن رشد وعباس بن فرناس والكندي وابن خلدون وابن رشد وابن حزم ووووو تفضلوا عليّ – وأنا على أعتاب القبر، وأنا بهذه العزيمة والنشاط الحيوي من أجل الحياة الخالدة، وكل ذلك طبعته بأموالي الخاصة من أجل عيون عروبتي وعراقيتي ونجفيتي والأجيال – وأنا العبد الفقير لله، فلست من أصحاب سرقة الملايين والمليارات من أموال السحت الحرام، وشعبنا العظيم يتضور جوعًا.
غدرت في كل ما طبعته في النجف الأشرف، والغرض على ما يبدو الإساءة لسمعتي؛ ولكن مؤلقاتي المطبوعة في دمشق وعمان والحلة الفيحاء وشعري بملاحمه وقصائده العصماء ، لهي شاهدة :
بيني وبينكمُ الأجيال حاكمة*** على ضمائرها في الحكم تعتمد
عذرا لجواهرينا العظيم.
والشلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والله غالب على أمره، ولله الأمر من قبلُ ومن بعدُ.