23 ديسمبر، 2024 4:34 ص

بأيَّ حزنٍ أحضن الأشجار والغمام .

وكيف أمضي مثقلاً بالمَوْتَةِ الزؤام ؟

أتعبني المكوث والتحديق في مفاتن الأمل

ما أجمل الآمال حين تستدير

لمن قضى يفتت الصخر،

ولا يسطيعُ أن يطير .

: أعانق الشجر

تزجرني العواصف السود

لذا أُحاور الأنهار و البحر

تسلبني فراشةٌ حُريةَ التحليق

أو حريةَ الكّهان حين أستفيق

في نشوة السحاب.. أو في يقظة الغريق

فأغبط الغراب والنعيق

والنار في الحجر

كم حاسدٍ خاف اذا مرّت به النجوم

فهل يغارُ الدرّّ من بريقهِ

وهل تغار الشمسُ من شعاعها بطرده الغيوم ؟

كم زهرةٍ تذبل من حّسّادها ،

من نظرة العشاق

من بكائها

من كف طفلٍ عابثٍ يغار من جمالها

ولايعي العطر الذي يفوح

كم ومضةٍ في الروح

تبلسمُ الجروح

كأنني خّلقتُ من جهنّم وماء

فمرةً أذوّب الثلج ، وحين أُطفئ المجامر

أهيم في الرمضاء

أمشي على الشوك حزيناً غاضباً

من شدة القيظ

ومن براثن الصحراء
…..

انا الذبيح وحده دماؤه تُراق،

وعرسه من دونما صداق

أبناؤه: فواجعٌ ..

وظله .. الموتى ..

متى نمرُّ في مَرْحَلَةِ الْمَحَاق ؟

..
متى ..متى نغوص في الأعماق

نبحث في دفاتر النفوس

عن حسرةٍ مكلومةٍ

أزمّها.. وفي دمي تنوس

عن صرخةٍ محبوسةٍ

تأوي اليَّ

مثلما تأوي العصافير

إلى كنيسةٍ تمارس الطقوس

أبحث عن وجوهنا .. هل شاخت المرآة ؟

وجهي غائم ..

لعلّني أذوب كالجليد

وأرشفُ من الأسى أكسدة الحديد

هل أستردّ ما مضى..

وهل يعود الأخضر البعيد ؟

أو فرسٌ تمنحني صهيلها

فأخطف البريق من سحابةٍ أو قمر شريد

كلا فلا نهرٌ يعود نبعه ولا أرى النهار..

18 تموز 2021