ذروة الفساد والكفر بالأعراف الدنيوية والسماوية , ونكران أي رسالة أو دين , أن يفقد البشر قيمته وأهميته ودوره , ويكون من الإيمان قتله وإبادته وتهجيره وتعذيبه والإجهاز على حقه في الحياة , لكنه الإيمان بأرجم الشياطين , وذلك جوهر السوء والعدوان.
أرواح الناس رخيصة , فالبشر بضاعة بخسة يتم بيعها في مزادات المتاجرين بدين , ففقدان قيمته وتحويله إلى رقم من أهم أسباب قوتهم , لأنهم يريدون قطيعا ولا يؤمنون بوجود الإنسان , ولا يقبلون أن يكون في رأسه عقل يفكر ويسأل وعنده رأي.
لا يُقبل ذلك , فهو حرام وكفر وإجرام , ولا بد له أن يركع ويتبع ويصدّق هذياناتهم , وتوهماتهم بالمعرفة , وهمْ في أمية مدقعة , لكن نفوسهم الأمارة بالسوء توهمهم بغير ذلك.
ولا يمكنهم أن يكونوا أصحاب دور ونفوذ وقدرة على الإستحواذ والإحتكار , والسلب والنهب والإعتداء على الآخرين ومصادرة مصيرهم , إلا بتأكيد غياب قيمة الناس وعدم الإكتراث بوجودهم , وإعتبارهم أشياء أو موجوات رقمية قابلة للطرح والإمحاء والقسمة , فالموت من حقهم وواجبهم , والحياة لتجار الدين الذين وهبهم ربهم رزقا وفيرا , وجعل الناس عبيدا لهم وخُداما وقرابين متوافدة إلى مجازرهم الإيمانية , ودعواتهم الجهنمية الموقدة النبران.
فالدنيا والآخرة لهم وللناس الموت في الحالتين , فهذا من فضل ربهم عليهم ورأفته بهم , لحسن أعمالهم وصفاء نواياهم , وقسوته على بقية الناس , فالرب ربهم وغيرهم بواسطتهم إلى الرب يتقربون.
فلماذا لا يتكلمون بلغة الرحمان الرحيم , ويجيدون خطابات الشيطان الرجيم؟
ولماذا يفتون بما هو سقيم؟
وإنّ السوء جوهر أقوالهم وخطبهم وإن ألبسوه لباس دين , وتمنطقوا بلغة رب العالمين , لتضليل الآخرين , وهم يتبعون ربهم الفاعل فيهم.
وخلاصة منطقهم , إفعلوا ما نقوله لكم ولا تفعلوا ما نفعل!!
وتلك مصيبة أجيال أمة بأدعياء الدين من الجاهلين!!