مالذي يدعوا شاعر كبير مثل نزار قباني الى ان يؤسس دار نشر خاصه به اليس حريا به ان يكرس كل وقته للشعر, دار منشورات نزار قباني, عباره تجدها على كتبه وكانت تثير عندي التساؤل ولكن مهلا منشورات غادة السمان وهي ايضا لها دار نشرخاصه بها , سألت كاتب روائي كانت له حكايات مع المطابع فتحدث لي عن السبب والسبب كما قال ان الكتاب ملوا اساليب دور النشر التي تستحوذ على مجهودهم الشخصي فتجعلهم لايخرجون من اعمالهم الكتابية بوارد يسد رمق العيش ولذلك قرروا ان يؤسسوا لانفسهم دور نشر خاصه بهم واضاف انه تفاجى ذات مرة وهو يتطلع الى واجهات احدى المكتبات بكتاب له نشر ووزع ويعرض للبيع وهو لايعرف.
لكن هذه هي صورة واحدة من عشرات الصور التي تكشف حجم وامتداد المافيات الثقافية التي تحصن نفسها ضد الاخرين وترى فيهم خطر عليها ففي اي مطبوعة ثقافية يومية او اسبوعية ترى ان الفريق العامل فيها يسد ابوابه امام الاقلام الجديدة ويفرض عليها حصارا وحربا ضروس فيسد قلاعه المنيعة ضد كل من يبحث عن عمل في هذا المجال, لامجال للتوظيف او حتى النشر, الابواب مسدودة امام التغيير والقديم يدور في فلكه دون ان يعبأ بالعالم المتغير من حوله, لااحد يهتم بالدماء الجديدة, كل يفكر بنفسه ومصلحته. اكتب انك تبحث عن عمل كصحفي لن يكلف احدا نفسه بالجواب على طلبك رغم ان البريد مخصص للاجابة عن بريد القراء واسئلتهم والحقيقة ان هذه فقط شكليات. اسرة الصحافة هي اسرة صغيرة اشبه بالعائلة ممنوعة على الغريب وليس للغريب غير الله. واحدة من كبريات الصحف العراقية دأبت على وضع شروط قاسية للكتابة والمقال ينتظر على الرف اسابيع قبل النشر يعني الموضوع بالدور ولكن الدور لايعرف ممن تتعكز الصحيفة على اسمائهم حتى ولم تكن مقالاتهم لاتحتوي على اي مادة علمية او مضمون جيد على الاقل ولكنه عالم الصحافة هذا العالم الفاسد.
لاتجعلوا ابنائكم ينحرفون في هذا المجال المافيوي حتى لايناموا في الشارع فالصحافة لم تعد مهنة بل هواية مكلفة قد تكلفك حتى حياتك ولن تسد حتى رمق اطفالك.