23 ديسمبر، 2024 1:59 ص

ماذا يفعل الاكتناز بنا…؟

ماذا يفعل الاكتناز بنا…؟

بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية إن ربع سكان العالم يعانون من مشاكل نفسية، وأسبابها الظروف والأحداث الاجتماعية والتحولات الحياتية أو استعداد نفسي وراثي ،ومن بين الأمراض النفسية التي صنفها بعض الدارسين في علم النفس على انه حالة نفسية جديدة ومنفصلة هو مرض (الاكتناز القهري )ويسمى أيضا بـ (اضطراب التكديس) أي: جمع الأغراض والمواد والمقتنيات وتكديسها وصعوبة اتخاذ القرار بشان التخلص منها ، حتى وان كانت مستهلكة وغير ضرورية كما انه لوحظ وجود أعراض اضطرابات نفسية أو إدمان عند المكتنزين كالقلق المرضي والاكتئاب، وصعوبة في إدارة النشاطات اليومية والمصاب بهذا الاضطراب غالباً ما يتميز بالتردد والحيرة في اتخاذ القرارات، ويعود ذلك إلى الشعور المستمر بالحاجة لاستخدام هذه الأشياء فيما بعد ، ويعتقد هؤلاء أنهم سيحتاجون إلى استعمال تلك الأشياء في المستقبل ويواجه المصابين بتراكم الأشياء غير الضرورية في منازلهم بشكل مزعج، مما يجعلها غير مريحة ومليئة بالفوضى.

وهنا نتساءل إذا كانت جمع الأغراض تصنف كمرض نفسي ويجب معالجته لما له من أضرار كبيرة على المصاب وعلى من يحيطونه، فكيف تفعل بنا اكتناز المواقف والكلام والمشاعر الحزينة والسلبية التي نجمعها في دواخلنا فتعبث بسكينتنا وصفاء بالنا وتسهم بتشتت أفكارنا وطموحاتنا لسنين طويلة وكلما حطت رحالها في ذاكرتنا سردناها بكل تفاصيلها وكأنها حدثت قبل أيام قليلة مصحوبة بمشاعر الألم والحزن نفسها

والمواقف التي نكتنزها هي المؤثرة سواء مواقف السعادة أو الحزن وما تثير الدهشة والغرابة والمفاجئة، يقول الدكتور مارتن سيلجمان إن اكتناز المواقف والذكريات السيئة يعتمد على نمط تفسيرك للمواقف وان (النمط التفسيري ) يعد عاملا حاسما في تحديد ما إذا كنت شخصا ايجابيا أو سلبيا ، ويعرف نمطك التفسيري على انه الطريقة التي تفسر بها الأمور لنفسك إن كانت ايجابية فستكون ايجابيا وان كان تفسيرها بطريقة سلبية فستكون سلبيا.

و هناك جانب يشار إليه وهوإن الأشخاص السلبيين حين يواجهون مشكلات وصعوبات فأنهم يقومون بتأويلها تأويلا مختلفا عن الأشخاص المتفائلين والواثقين فهم يؤولون ذلك على الفور كإعلان شخصي عن عدم كفاءتهم وقصورهم ويضخمون المشكلة بدلا من تجاوزها باعتبارها عقبة مؤقتة وبالتالي يكون لها اثر سلبي على صورتهم الذاتية تبقى حية في ذاكرتهم فتربك حياتهم وتؤثر على اندفاعهم الحماسي نحو تحقيق طموحاتهم وأحلامهم وتسهم بتدهور وتدني مستوى عملهم والحل كما يقول الدكتور بريان تراسي هو أن تسبغ عليه الوجه الايجابي فيقول سبحانه وتعالى (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ…)

وأخيرا علينا أن نتذكر نصيحة الدكتورة إبراهيم الفقه

فهو يقول الباب التي تغلق بوجهك اتركها ولا تبقى تأسف عليها وتنتظر فتحها يوما ما فإذا كانت وظيفة تمنيت أن تحصل عليها وتعبت ولم توفق للحصول عليها أو شخصا أحببته وتمنيته أو صديق فقدته لأي سبب من الأسباب فاتركه ولا تنظر فالباب التي أغلقت اتركها وسيفتح الله لك مائة باب غيرها……

فحان الوقت أن تخلع سترة الماضي وتتنفس هواء الحاضر وتنتقي كل ماهو جميل وسعيد في ذاكرتك وتقفل الباب بقوة بوجه الذكريات التي تعكر صفو أيامك وتحبط هممك.