23 ديسمبر، 2024 6:49 ص

ماذا لو ان المرافقين لأحتلال العراق عام 2003…كانوا مخلصين للوطن والشعب…؟

ماذا لو ان المرافقين لأحتلال العراق عام 2003…كانوا مخلصين للوطن والشعب…؟

كل الاسباب كانت مهيئة للوطن العراقي ان يصبح وطنا مثل كل البلدان المتقدمة ..حضارة وحقوقا وواجبات. هكذا كنا نظنهم يوم كنا نلقاهم..قبل التغيير ونقدمهم للعامة كمناضلين..ألم دفين في صدورنا كيف أخطئنا الحساب..؟
المال والانسان والارض والمياه عناصر التقدم الاساسية متوفرة فيه..عمق حضاري يمتد لألاف السنين..وانسان مبتكر وجد فيه..وقوانين وشرائع دونت فيه..
لكن التقدم يحتاج لمن يؤمن بالوطن والانسان ومن يعيش فيه..توفرت الفرصة بعد ان غاب الغباء عنه ..فحل محله صحوة الفكر والابداع والتأصيل..فيه..
لكن من رافق التغيير هل كان ذكيا مخلصا مستغلاً فرصة التغيير ..مؤمنا بالوطن والشعب والحقوق والبعد الحضاري ..فيه..لا أعتقد..كلمة لم ندرك معناها الا بعد حين ؟ اذن فاقد الشيء لا يعطيه..
قرأت عشرات الكتب لرغبة في نفسي ان أعرف تاريخ الوطن..ومن عاش فيه..غالبيتها في الحضارة والتاريخ..لمعرفة الانسان بالتاريخ واحوال البشر..وما تجمع له على السنين من أراء وأنظار ..وما استخرجته بنفسي من ملاحظات وابتكارات..وانا اقلب صفحات التاريخ..وجدتها انظار وابتكارات من بشر جادٍ في صنع الانسان والحضارة ليقدم لوطنه ما يرغب ويريد..حتى صنع حضارة وادي الرافدين..التي ظلت على مر السنين تحاكي الزمن بالشريعة والقانون..
ومع كل ما أطلعت عليه ..لم اصل الى معرفة تامة بعمل انسان سبقني بآلاف السنين ..فكلامهم لم يكن خُرافة ..بل كان علم ومعرفة بالذي به يعملون..حتى أيقنت ان ما كتبوا فيه كان من اجل ان يقربوا لنا وللوطن معنى الحضارة والتقدم والاخلاص وعدم السماح بأستباحته من كل الأخرين.

2
أيقنت بعدها ان ما قرأته وكتبته هو تقرير حقائق ثابتة..لكن الحقيقة مهما صدقت تبقى معرضة لفتح باب التفكير والمناقشة في اتجاه سليم لتوجيه الذهن الى قضايا جديرة بأن توضع موضع التأمل والبحث..
حتى أيقنت أكثر.. ان الاجداد والارض المستجيبة لهم كانوا أخوة تعاهدوا فيما بينهم ..ان لا يخون الواحد الاخر..هنا كانت قراءاتي قد آوفت على الغاية ..وهل صدقت ؟ ..
كل يوم أخلوالى نفسي لأحدثها ..هل ان انسان العراق الحديث هو وريث للقديم..يقول لي المنطق .. ان الفعل هو دليل الاصل ..فتصطدم الحقيقة عندي بالخيال..لأسئل نفسي..اذا كانت الحقيقة هي التي نعرفها..اذن لماذا خان الانسان العراقي وطنه اليوم.
لربما اقول : ان السياسة تعمي البصر..وتضلل الذهن.. وتملأ القلب قسوة،حتى تجعل الأنسان يرتكب الجرائم والمعاصي بشكل لا يوصف حين تسيطر عليه العاطفة ويبتعد العقل ..والعاطفة دوما اقوى من العقل..لكن حين أعود لقراءة شريعة آورنموالسومري(ت2700 ق.م) وقوانين حمورابي 1750 ق.م) وما فيهما من نصوص تحرم الخروج على الثوابت الوطنية يعترني الاسى والآلم..كيف هؤلاء القدامي وعوا التفكير السليم والمُحدثين اليوم هم من الغائبين عنه..هنا على الباحثين السايكولوجيين دراسة هذه النتيجة الصعبة.
اعتقد ان بهذا المقال القصير ندق به ناقوس التنبيه في عالم شغل عن كل شيء الا عما يربطه بالملهيات والمغريات..لكننا لا نفقد الامل في وجود من يستطيع القيام بعملية الاصلاح..ليصحح ما يحتاج الى تصحيح ..وتصفية ما يحتاج الى تصفية مما شابه من عدم الدقة في تثبيت الخبر حتى اصبحنا اليوم حيارى..هل ان من يحكمون اليوم هم من العراقيين الذين ارتبطت جذورهم بالوطن؟ أم من الغرباء الحاقدين على الوطن ..؟
مقالة تصورية نعرضها اليوم ،لعلها تشحذ الهمم..وتدفع الى التنقيب من اهل التنقيب والبحث وتصحيح ما قد يكون اساءة الى العراق والعراقيين وتاريخهم الضارب في القدم بحجة وبرهان..ونقول هل ان القدماء العراقيين قد صرفوا على منشآتهم الكثير ليزهوا بها قادة لم يعرفوا في حياتهم غير الظلم والانانية وأحتقار البشر..؟
من يتابع يجد النظرية التاريخية صحيحة..وانا كمطلع على حواث التاريخ ..اقول وبصراحة لم اجد عند اليونانيين والرومان والفرس واخيرا المغول مثل هذا التوجه البغيض حتى في
3
مستعمراتهم التي كان العراق جزءً منها..كل شيء في وطني اليوم يجري على غير هدى وصراط مستقيم..وكأن من يحكمون عقدوا بينهم عهدا ان يحيوا هم ويموت الوطن..
اذن نحن اليوم في صراع حضاري مميت وخاصة في ميادين الحرب والسياسة والتفوق في العلم والثقافة والفن وحقوق الناس..وكل ما يقولونه كذب وأفتراء وأزدراء ..فالغرباء المحتلون للوطن اذا شعروا بأن الخطر يداهمهم ..لابد من ان يشدوا الاحزمة للمقاومة حتى لو كلفهم حياتهم..وهذا واضح من اصرارهم على توزير الاشخاص المعينين .. فعند فقدان الوطن المسلوب سيموتون..لان في هذا الميدان سيكون الصراع الاوسع لكون الافكار والعقائد والأراء هي التي تسير التاريخ..حالة صراع حضاري صعب ما مرَ به الوطن العراقي عبر التاريخ..