17 نوفمبر، 2024 12:44 م
Search
Close this search box.

ماذا قدَّم الإسلاميون حتى يتحالفوا مع الشيوعيين ؟ مقتدى الصدر انموذجا

ماذا قدَّم الإسلاميون حتى يتحالفوا مع الشيوعيين ؟ مقتدى الصدر انموذجا

بعد رحيل الشهيد الصر الثاني و تربع ابنه مقتدى على عرش الحوزة الدينية التي أسسها الصدر الثاني بدمائه الزكية ، فقد أعادة إليها الهيبة ، و السمعة الطيبة ، و جعلها في مصافي دور العلم و الفكر ، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فقد جاء معول الجهل ، و التخلف ، و عبيد الدنيا ، و السياسة الفاسدة ، و دعاة الإصلاح المزيف ، و المرتمين بأحضان عبيد الصهاينة الاوغاد بغية الإطاحة بكل ما شيَّده الشهيد الصدر ( قدس سره ) من صروح العلم و الانسان النبيل ، فليس بالغريب أن يمارس مقتدى هذا الدور المنحرف الضال عن جادة الحق ، فبعد أن سلم زمام أمور حوزة أبيه للمرجع كاظم الحائري و أصبح في عداد رأس الهرم الديني لمقتدى ، و لكل أتباع التيار الصدري ، و مرجعاً عاماً لهم يرجعون إليه بالصغيرة ، و الكبيرة فيما يتعلق بالدين ، وفي ظل المواقف المتباينة للحركة الشيوعية ، وما صدر منها من دعوات لنشر الكفر ، و الالحاد ، و انتشارها كالنار في الهشيم مما دفع بالحائري إلى إصدار فتوى أدان فيها الشيوعيين ، و عدهم دعاةً للفكر ، و الالحاد ، و هذه الفتوى ألزمت مقتدى ، و تياره ، و مليشياته بعدم التعامل مع الشيوعيين فيا ترى كيف يتحالف مقتدى مع هؤلاء الذين أخرجهم الحائري من دائرة الإسلام و المذهب ؟ فهل السياسة ، و ترفها ، و فسادها ، و مصالحها النفعية أقرب للتقوى عند مقتدى ؟ ألا يتوجب على مقتدى إطاعة مرجعه الأعلى الحائري ؟ من هذه الاستفهامات ماذا نستنتج ؟ نستنتج منها أن الدين ، و الشعب العراقي لا قيمة لهما عند مقتدى ، و أن دعواته للإصلاح إنما هي للبقاء داخل أروقة السياسة الفاسدة ، و هي حقيقة لا تعدو أن تكون أكثر من السراب الذي يحسبه الظمان ماءا ، دعوات جلبت الخزي و العار للعراق ، دعوات يراد منها خداع العراقيين ، و الصعود على أكتافهم للزعامة السياسية المفسدة ، فيا ترى ماذا قدم مقتدى للعراق ؟ هل البناء ، و الاعمار ؟ هل التطور ، و الازدهار ؟ هل انقذ البلاد من الفساد ، و الإفساد ؟ هل قضى على البطالة ؟ هل استطاع محاربة المليشيات ، أو حد من نفوذها ؟ كلها لم يأتِ بها مقتدى فأين الإصلاح إذاً ؟ فماذا قدم مقتدى للعراق غير الفشل ، و المكر ، و الخداع ، و مليشيات جيش المهدي و سرايا السلام ، و تمدد نفوذ مليشياته بالبطش و القتل ، و التنكيل بالعزل و الأبرياء ، و سفك دمائهم ، و زهق أرواحهم ، و إنتهاك أعراضهم ، و سرقة عقارات الدولة ، و التهجير القسري و سرقة و حرق بيوت و ممتلكات الأقليات الأيزيدية و المسيحية و الصابئة و المهجرين و النازحين ، و فوق كل هذا يأتي دوره البارز بالمحاصصة مع السيستاني في الهيمنة على العتبات الدينية و سرقة أموالها الطائلة و الواردة إليها من كل حدب و صوب ، هذا هو مقتدى الصدر ، فماذا قدم مقتدى للعراق حتى يتحالف مع الشيوعيين ؟

أحدث المقالات