22 ديسمبر، 2024 7:49 م

أكو مؤشرات معينة بيها تعرف أي دولة شنو حالتها وشلون ناسها عايشين وبيا مستوى ، مثلاً كميات الصابون المستخدمة سنوياً تنطي مؤشر على نظافة الشعب، وكميات الأمونيا تنطي مؤشر على إنتاج القنابل في دولة إللي تصرف أمونيا هواية، وأعداد السجون تنطي مؤشر على ثقافة التسامح وحرية الرأي، والگبور تنطي مؤشر على أن خرة بالحياة .بس أهم مؤشر شامل على إللي يربط كل مؤشرات دراسة أي شعب ومستوى ثقافته ورفاهيته وتطوره هو مؤشر نظافة التواليتات الموجودة في الدوائر والمدارس والفنادق والمستشفيات وإذا أكو همين التواليتات العامة مثل ما كانت بالزمانات عدنا بالعراق قبل ثقافة في كل زاوية مبولة وفي كل خرابة جلسة خراء.
فالشعب المرتاح يحترم التواليت ويبقيه نظيف، ورفاهية أي شعب تنقاس من مستوى إحترامه للتواليت. أكو تواليتات بدول العالم في الفنادق والمولات والمستشفيات بس يعجبك عندك إمساك حتى تطول الگعدة، مجلات تقضي وقتك بيها، موسيقى هادئة حتى الواحد ما ينحرج من أصوات بطنه ، وتهوية ما تحس بأي شي، ورا ما تكمل تطلع على قاعة فسيحة، إضاءة تخبل ومرايات على طولك حتى ترتب ملابسك، عطور تخبل، ماكنة أوتوماتيك تلمع حذاءك أخاف نزل عليه ماي من الشطاف، وسشوار هوا حار تنشف ملابسك حتى ما تنحرج أخاف نزل شي على ملابسك خاصة إذا بطنك خفيفة. بعد هاي القاعة تطلع على ممر طويل حتى تستعيد إيقاع مشيتك، قبل ما تفتح الباب وتطلع للحياة. هيچ التواليت ثقافة وراحة بال، من هاي گبل چان أهالينا يسمون التواليت بيت الراحة مو بيت الخراء، گبل من چانت دنيانا دنيا.
وهسة تعال شوف تواليت أي مدرسة أو مستشفى أو كلية أو دائرة أو مدرسة أو فندق أو ملعب بالعراق، تشوف لعبان نفس وتكفر بالكائنات من الأميبيا للديناصور من كثر اللوحات التشكيلية بيها بكل مكان. عالگاع والباب، خاصة إذا التواليت شرقي يعني مرحاض وبريج ( شنو أصل كلمة تمرحض )، تحتار من وين تمسك البريج، وطبعاً الحايط والباب عبالك چفوف محناية نذر ولاطشة هنا وهناك للذكرى، وأرقام موبايلات والشعر الخرائي منتشر بكل مكان، وإذا تواليت غربي هاي حظك جابك ، ما تعرف وين البداية والنهاية وشنو الموضوع وما تعرف الگاع مبلل من شنو، بس الريحة تخبرك أنت واگف بنص شنو. هذا دليل على مستوى عيشتنا هسة بالعراق، مؤشر التواليت عدنا مصيبة، يقرا مليون بالماينس، يمكن حتى بالعصر الحجري والطباشيري والجيوراسي ماكو هيج، إحنا حالتنا مقطوعة لا زمن لها ولا تاريخ ولا ننتمي لأي شي. إحباطنا وصل لحد الإنتقام من نفسنا وصرنا ما نهتم إذا گعدنا وسط الخرة والقذارة وحتى القذارة تتحكم بينا وتسيطر علينا.
والشعب إللي ما يحترم التواليت، يگوم التواليت ما يحترمه ويطلع كل الخرة برة، من هذا تشوف الخرة بكل مكان. فيا جماعة الخير ترى خرانا منا وبينا، ولحد يلوم غير نفسه. نريد نعيش مثل الوادم خلونا تصير عدنا تواليتات نظيفة، لأن هيچ نحترم نفسنا وما نخلي غيرنا يشوف الزربة مالتنا، بس شي نسوي إذا الغرور وصل عد الناس لغاية التباهي بخرائها، وما تهلهم يديرون الماي أو السيفون، تماماً مثل ما نريد ندير السيفون على ما نحن فيه الآن من خراء ديمقراطي.