24 ديسمبر، 2024 5:03 م

مؤتمر أسلو للسلام هل سيبعث لنا السلام؟؟؟

مؤتمر أسلو للسلام هل سيبعث لنا السلام؟؟؟

اربع شخصيات سياسة الى مؤتمر “أُسلو”، حملت معها القضية العراقية، لتطرحها امام انظار العالم، ليعودون لنا حاملين معهم السلام من مؤتمر السلام وهم: (صادق الركابي) نائباًعن رئيس مجلس الوزراء، وممثلاً عن الحكومة العراقية، (ضياء الأسدي) رئيس كتلة الأحرار، عن التيار الصدري ودعاة الدولة المدنية، وممثلاً عن الشيعة، (يزن الجبوري) عن الحشد الشعبي، وممثلاً عن السنة، (فلاح مصطفى) مسؤول العلاقات الخارجية لحكومة إقليم كردستان، ممثلاً عن الكرد، هذه الشخصيات التي ذهبت لتمثل العراق في مؤتمر السلام، المقام في أُسلو عاصمة النرويج.

الكل يتمنى للعراق ان يكون حاضراً وفاعلاً على المستوى الإقليمي الدولي، لكن السؤال: هل إن الوفد المشارك في المؤتمر، قادراً على نقل الصورة الحقيقية للعراق؟ وهو فعلاً ممثلاً وطنياً عنه؟ اذن كيف تم إختيارهم: حسب الكفائة؟ ام حسب الطائفة؟ ام حسب الولاء لرئيس مجلس الوزراء؟

1- (صادق الركابي) هل هو مؤهلاً وقادراً على طرح القضية العراقية دولياً، وبإمكانه إيضاح حقيقتها أمام العالم، لمماذا لا يكون وزير الخارجية من يمثل الحكومة، مع العلم إن أغلب الحضور هم وزراء خارجية، لماذا لم يكن رئيس مجلس الوزراء هو من يمثل القضية العراقية، ام انه لم يحظر خوفاً من التسقيط السياسي.

2- (ضياء الأسدي) ماذا يمتلك من امكانيات، من خلالها يستطيع تبيان مظلومية الشيعة، وبإستطاعته ايصال رسالة للعالم بإن الشيعة هم الاغلبية في العراق، ولهم الحق في إدارة الحكم، وهل لديه الإمكانية للدفاع عن الحكومة، مع العلم إن التيار الصدري ومنذ تغير النظام، يقف بالضد من الحكومة، وطالما إتهمها بالفشل، فإذا كان هو لم يقتنع بها، فكيف له اقناع الآخرين! كيف وهو في كل يوم يتظاهر ضدها، فتراه يوم يقتحم البرلمان ويوم يعلن العصيان، ويوم يضرب عن الدوام، ولا ننسى تحالفهم القائم مع دعاة الدولة المدنية، الرافضين جملةً وتفصيلاً، الحكومة القائمة والأحزاب الإسلامية برمتها.

3- (يزن الجبوري) ذهب ليمثل الحشد الشعبي، ما هي الإمكانية التي يمتلكها للدفاع عن الحشد، الذي شوه صورته سياسيي السنة، شركاء المغانم وفرقاء المغارم، السنة الذين لهم حصة الأسد في البرلمان والحكومة وكل شيء في مفاصل الدولة، ولا زلوا رافضين للمشروع السياسي القائم في العراق، والى اليوم ينادون بالإقصاء والتهميش، فكيف سيدافع عن الحشد الشعبي، ويرفع ما وقع عليهم من ظلم بسبب الإعلام المعادي، اين ذهب قادة الحشد الحقيقيين.
4- (فلاح مصطفى) ممثلاً عن الاكراد، الذين لم يختلفوا كثيراً عن السنة، في التعامل مع الحكومة الإتحادية، فتراهم يقتتلون على المغانم ويفرون ويدبرون في المغارم، الأكراد الذين لا يعنيهم من امر العراق شيء، ما عدا قضيتهم الكردية، وكيفية إقتصاص اكبر مساحة من اراضي المحافظات المحيطة بهم، فهو لم يذهب للدفاع عن القضية العراقية إطلاقاً، وإنما يستغل الفرصة للترويج للمشروع الكردي، وإستجداء الدعم الغربي، من اجل الإستفتاء والإنفصال، المرفوض من دول جوار الإقليم، والدول العظمى وعدد من الدول الأوربية.

الغريب في الأمر اصبحت مؤتمرات الخارج مقبولة، ومؤتمرات الداخل مرفوضة! لا بل محاربة الى حد التخوين، ولا نعرف لماذا تخوّن المشاريع الداخلية؟ ك(مشروع التسوية الوطنية) وهو “مشروع يدعو الى حوار داخلي موسع، يستقطب كل المكونات العراقية، بجميع طوائفها، وتحت رعاية اممية، من اجل حل جميع المشاكل والخلافات العالقة، بينهم، عن طريق مشروع داخلي عراقي بعيداً عن الأجندات الخارجية، مع هذا أول من وقف بوجهه، هو التيار الصدري، لا بل حاربه إعلامياً وطرح مشروعاً ضده.
ما الذي تغيير لكي يحضر اليوم عراب التيار الصدري، ليمثل العراق في مؤتمر خارجي، ناهيك عن بعض الأطراف السنية، التي رفعت من مستوى مطالبها، للحيلولة دون تنفيذ تلك التسوية، بينما نجدهم يتسابقون على مؤتمرات الخارج ك(مؤتمر الرياض, مؤتمر انقرة, مؤتمر جنيف) وغيرها من المؤتمرات، جميعها حلال ومؤتمرات الداخل حرام.
هناك سؤال يبحث عن إجابته الجميع، من يقف وراء إفشال المشروع الداخلي، وماهي تلك القوة والإمكانية التي تقف للحيلولة دون اتمامه، بحيث تسقط المشروع قبل نضوجه، هل سنشاهد هجمة قوية ضد المؤتمرين، كالهجمة التي قاموا بها هم ضد المؤتمرات السابقة، ام هذا المؤتمر يختلف لأنه من اجل مصلحة العراق؟ ولأن الحاظرين فيه وطنيين، والسابقين خونة، اذا كان من اجل العراق لماذا لم يعلنوا عنه؟ ولماذا المؤتمرين يغادرون سراً في الظلام الدامس؟ ولماذ يُقسِمون فيما بينهم على عدم الكشف عن أسمائهم، اذا كانوا لا يثقون ببعضهم، فكيف يؤتمنون على العراق.