فِي قاعةِ (أميرالن) الفارهَة الواسِعة الفَضاءات المُتعددةَ الاجنحةِ والقاعاتِ، اِحتضنتْ مَدينةُ (مالمو) للعامِ الثانِي عَلَى التوالِي وَعَلَى مَدَى ثلاثةِ أيامٍ متتاليةٍ (مهرجان وفعاليات الدورة الثانية لمعرضِ الكتابِ العربِي فِي إسكندِنافيا ) للفترةِ (20 – 22 نيسان/ أبريل 2018) والذي كانِ برعايةِ (مؤسسةِ أبن رشد التعليمة وبالتعاونِ مَعَ المكتبةِ المركزيَّةِ لمدينةِ مالمو)
اِفتتاح المَعرض كَانَ كُلَّ يَومٍ مِنْ الساعةِ العاشرةِ صَباحاً حَتَّى الساعَةِ السابِعةِ مساءً، فِيما كانَ الافتتاحُ الرسمِي للمعرضِ مساءَ يوم (20 نيسان 2018) باحتفاليةٍ خطابيَّةٍ ثقافيَّةٍ فنيَّةٍ ، قدمتْ فيِها (فرقة آرام) رقصات ودبكات فلكلوريَّة عربيَّة، وَخِلالَ الِاستراحةِ والَّتِي أعقبتْ الِافتتاح وزعتْ العديدَ مِنْ أنواعِ المرطباتِ والحلوياتِ والأكلاتِ الشعبيَّةِ العربيَّةِ مِثلِ ( الفَلافل، والبَقلاوة) وعَصير(شَربتْ) حلو المذاق بطعمِ ماءِ الوردِ يُسمى {جَلابْ}.
اِمتازَ المَعرضُ لِهذا العامِ بتقديمِ فعالياتٍ ثَقافيَّةٍ فَنيَّةٍ حِواريَّةٍ عَديدةٍ مُتنوعةٍ، وَوِرشِ عملٍ وَتوقيعِ كُتبٍ، تَوزعتْ الفعالياتُ بشكلٍ مكثفٍ طوالَ أَيامِ المَعرضِ إِذ دعيتْ لِذلكَ العديد مِنْ الشخصياتِ مِنْ الشعراءِ وَالأدباءِ وَالكتابِ وَالباحثينَ وَالصحفيينَ والناشرينَ،مِنْ مُختلفِ الجنسياتِ العربيَّةِ وَالأجنبيَّةِ.
علماً، كَانَتْ هُنَالِكَ مُشاركَةٌ لِلعدِيدِ مِنْ دَورِ النَّشرِ بِعَرضِ مَطبوعاتِها وَمَنها ( ديورن رت/ حقوق الحيوان/ سويدية )، (المكتبة العربية)، (أنترناشينول ببليوتيك)، ( مؤمنون بلا حدود)، (دار سندباد للنشر )، (دار الأقصى)، (وقف الرسالة )، (الشبكة العربية للأبحاث والنشر)، (دار المتوسط)، (دار ميزر للنشر)، (شبكة الكومبس)، (دار الفكر)، (مركز نيو دايمنشن)، (دار الفكر)، (دار ربيع / متخصصة للاطفال) وَ(مكتبة أبن رشد) وغيرها، والتي فاتني أن أَذكر أسماءها.
مِنْ خِلالِ تَجوالنا فِي أروقةِ المَعرضِ وإطلاعنا عَلَى أراءِ البعض مِنْ الزائرين، أشادَ عددٌ مِنهم بفعالياتِ المعرِض الثقافيَّةِ وَالحواريَّةِ وَالفكريَّةِ وَأَعتبرها البعض (كَرنفالاً) جَميلاً لتلاقحِ وَتلاقِي الثقافاتِ وَ الحضاراتِ، وَفرصةٍ طيبةٍ لمتابعةِ الإصداراتِ الجَديدةِ والنَشاطاتِ الفكريَّةِ وَالإبداعيَّةِ المُتنوعةِ.
فِيما انتقدها آخرون لِكونِها كانتْ مُكتظة بِبَرامِجها وَالتي لَمْ تَدعْ مَجالاً كافٍ لمتابعةِ النشاطاتِ بشكلٍ مُريحٍ، وأنتقد اخرون طريقة تقديم المحاضرات الفكريَّة والثقافة فِي أجواءٍ مفتوحةٍ مِما يُشتت التركيزَ وَيُربكُ المحاضرُ والمستمع.
اَلكثيرُ مِنْ العاملينَ فِي النشاطاتِ الثقافيَّةِ والفِكريَّةِ والفَنيَّةِ والاِجتماعيَّةِ مِنْ الفاعلينَ فِي الجَمعياتِ والمؤسساتِ الثقافيَّةِ فِي مدينةِ (مالمو) وَخُصوصاً (العراقيَّة) مِنها كانَ عَتبهمْ كَبير عَلَى المؤسسةِ الراعيةِ للمعرضِ لِعدمِ التنسيقِ مَعهم وَمُحاولةِ اشراكهم فِي هكذا تظاهرة ثقافيَّة عربيَّة رغمَ انهم يُمثلونَ الثقل الأكبر مِنْ الجاليةِ العربيَّةِ فِي المدينةِ!
أَغلَبُ الذينَ التقيتهمْ فِي المَعرضِ كانَ انطِباعهم عَنْ مَعروضاتِ الكتبِ للعامِ الماضِي كانتْ أفضل وَأكثر تَنوعاً وكانتْ مِنْ مختلفِ الِاتجاهاتِ الفكريَّةِ والسياسيَّةِ ولبتْ حاجاتُ العديد مِنْ الزائرين، فِيما أكدَ العديدُ منهم أنَّ الكثير مِنْ الكتبِ المعروضةِ لهذا العامِ بما فيها كتبُ الأَطفالِ وكذلكَ دور النشرِ هِيَ ذات اِتجاهٍ فكريٍّ دينيٍّ (إسلاميّ) بَينما يتنوعُ الناطقينَ باللغةِ العربيَّةِ مِنْ عدةِ أديانٍ غير إسلاميَّة ومِنْ مختلفِ الِاتجاهاتِ والتوجهاتِ الفكريَّةِ …
وَعَلَى الرغمِ مما تمَ تداوله مِنْ أفكارٍ وطروحاتٍ أغنت القائمين على هذه الفعاليّة الثقافيَّة بمعلوماتٍ فإنها تفيدُ فِي تَطويرِ وتلافِي الأخطاءِ والهفواتِ غير المقصودة عَلَى (ما أظن)
وَعَلَى كلِّ حال يَبقى المَعرضُ تَظاهرةً ثَقافيَّة فَنيَّة فِكريَّة فَعالة مُتميزة مِنْ أَجلِ زيادةِ التفاعلِ بينَ الثقافاتِ وإيصالِ الكتابِ العربِيّ بِيسرٍ للجاليةِ العربيَّةِ فِي السويد والتِي تُعد وتُعتبر أكبر جالية فِي السويد.
مالمو/السويد