18 ديسمبر، 2024 8:02 م

 

ليلة العيد …شهيد

زانا

ليلة العيد وعند الغروب

اطل بوجهه الصبوح كأنه الهلال

قال انا الان سألتحق بالركب  رفقة الشهداء المخلدين

فانا قد وقعت وثيقة الشهادة!!!!

هتفت والالم يعتصر روحي ..قف ..قف

…انتظر …لنودع بعضنا

انتظر…امك في الانتظار

انتظر …ابوك يحسب الدقائق كأنها اعوام

انتظر ..فقط لترفع صغيرك المحب بين يديك …فهو لم يزل صغير

ينتظر الحب

ينتظر الحنان

نبتة لم يشتد عودها

ولم تكمل دورة نموها

لمن ستتركه  ولمن توكل امره  ..

انتظر …زوجتك التي اتعبها الانتظار

تريد ان تراك

ان تلبس ثوب العيد والاساور التي اهديتها لعام مضى

ان تأخذ زينتها في مباهج وجودك

لم تزل في ربيع الحياة

زهرة عطرة

تفوح بالأماني

وتنثر الفرح حيث تكون

آلمها الانتظار الطويل

اوقدت في محاريب وجدها شموع النذور

لرب السماء العظيم

في كل حين تناجي طيفك القريب   القريب  القريب البعيد

وها انت تأتي

دع الفرح يطرق ابواب الامل

انتظر  كلنا نعيش الشوق  لوجهك الصبوح

…..

لن يلتفت

لن يستمع

ليلة العيد مضى

ووقع بدمه وثيقة الشهادة

شهيدنا المخلد الحي

يعانق تراب الوطن

حملته ايادي الغيارى وعادوا به الى ارض طفولته وصباه

الى داره التي شهدت تاريخه المجيد

على الانامل حملوا تابوته وطافوا به  في الازقة

ماضون الى تجديد عهد زيارته لسيد الشهداء  ابي عبد الله الحسين عليه السلام

شهيد يجدد العهد في ضريح  سيد الشهداء

وفى بالعهد ومضى سعيدا

يسرع الخطى  …الى الجنان

…..

وقفت ملائكة السماء

تردد لحن السلام

تنثر الورود على تابوته المقدس

انحيت على عتبة الضريح نشجت عبرتي والدموع

وفي مسمعي يتردد لحن ترتيل الوداع

رفعت بصري الى السماء  وانا في تلك البقعة المقدسة التي هي ترعة من ترع الجنة

بعيني رأيت طائر اخضر يحوم في الفضاء الذي أضاءته كواكب السلام والايمان ويطير عاليا في السماء وهنا توقف الزمن.

في هذه الارض وهذه البقعة التي هي جنة عدن

مضى شهيد سعيد  ليلة العيد

………………………..