19 ديسمبر، 2024 12:18 ص

ليسوا منك سيدي الحسين!!

ليسوا منك سيدي الحسين!!

خرجت أبا الشهداء و قرة عين الصدق و الوفاء للاصلاح في أمة جدك رسول الله” ص” وأسست لمباديء التضحية و الفداء التي لم يعتبر بها اتباعك منذ أكثر من 1400 عام فالجميع يستغل ظروف الفاجعة لاغراض سياسية، الا الفقراء الذين يبكون عليك من زاوية الظلم الذي يعيشونه منذ استشهادك الى يومنا الحاضر.

كثيرة هي التحولات التي مرت على العراق لكن النتيجة واحدة استغلال تضحياتك سيدي لتحقيق مآرب دنيوية أكثر منها تضحية أو وفاء، بدليل أن السياسيين يبحرون في قوارب ذهبية على مدار العام و يرتدون السواد في 40 يوما فقط، ليديروا ظهورهم للمحرومين بعد انتهاء مراسيم الزيارة، بدليل ان ماء البصرة مازال مالحا و المدارس الطينية تزرع الياس بعقول الطلبة في العمارة والآهوار تستغيث في الناصرية بلا مجيب.

سيدي يا أمام الحق و التضحية نشكو اليك هما و حزنا لا على تضحياتك بل من سياسيين و وعاظ يوظفونها للاحتيال الانتخابيعلى مشاعر الفقراء و ما أكثرهم على بعد أمتار من أرض تشرفت بدماء أل بيت رسول الله، فالكوفة ما زالت تشكو الفاقة و كربلاء ليست بيتا للتكافل الاجتماعي الحقيقي ، ولا يختلف الحال في البصرة و صلاح الدين وأربيل.. الجميع يستغل كبريائك سيدي للفوز بمكاسبه الشخصية، أما الوطن وآهله فهما على قارعة النسيان.

لسنا منك في شيء الا البكاء ولبس السواد لأيام معدودة لا تمثل شيئا أمام تضحيات غير قابلة للمقارنة على مدى العصور، فكل ما ذُكرت التضحيات برز أسمك ليملآ الدنيا عدلا، وعندما يتلفت المحرومون بحثا عن مُعيل يتلمسون كبريائهم بعدد الصفات و الأسماء التي أختصك بها العزيز القدير.. سيدي الحسين نحن غرباء في ساحة العز التي رسمتها طريقا للحق بوجه الظلم و التسلط.. تعرف لماذا سيدي لأننا جميعا لم نعتبر بنبل مسيرتك بل نؤطرها لخدمة المصالح الشخصية.

سيد الشهداء عذرا لأننا ندعي الأنتماء الى قافلة العز التي شرفك القدير بقيادتها بينما نتصرف لزرع الألام في طريقها باثارة نعرات طائفية و استغلال غير مشروع للمال و النفوذ، و ابتعاد مدروس عن قوائم تضحياتكم بالغالي و النفيس، فقد خرجت ناصرا للحق و العدل و غيرك يؤجج الاحتقان بالنفوس بأفكار التشدد و الانغلاق.

سيد الشهداء نعرف أنك صبرت كثيرا على مغالطات السياسيين في العراق وتململت حد الغضب من استغلال مقامك لمكاسب ذاتية، لكن عشمنا في الخيرين من المخلصين الذين يبكونك حزنا و تعبيرا عن استمرار الظلم في أمة جدك خاتم النبيين وصحبه ” عليهم السلام”، فنحن في العراق في محنة غياب الهوية بسبب مشاريع تتنافى و مباديء الانسانية التي خرجت لتعميق جذورها في أرض العراق!! فهل سيعتبر البعض أم أن مغريات الدنيا ستزيد من حرقة المظلومين العاشقين لمقامكم ليس من باب المصلحة بل صدق الأنتماء الى آل بيت رسول الله” عليهم السلام” .. الخيرون و الطيبون وجلهم من الفقراء يعتذرون منك سيدي الحسين بسبب جُحد سياسييهم!!

[email protected]