لم تكن الضربة الصهيونية للجمهورية الاسلامية بالأمر الخفي، فهي مرتبطة بتطورات الميدان على الارض، المتمثل بأداء محور المقاومة ابتداءً بغزة، وليس انتهاءً بالمحاور الاخرى بالمنطقة، بل كان يرتبط ارتباط وثيق بمواقف الدول الاوربية مما يجري في فلسطين من انتهاكات خطيرة ضد شعب اعزل طالب بحقوقه لعقود حتى اضطر لاستخدام حقه في الدفاع عن نفسه كصاحب ارض وكشعب من حقه ان يعيش بكرامة كفلتها له الشرعة الدولية لحقوق الانسان، وتبانة عليها دول العالم المنضوية تحت يافطة ” الامم المتحدة” وفلسطين دولة عضوا فيها.
كانت عملية طوفان الاقصى في 7 اكتوبر 2023 الجرس الذي قرعه الفلسطينيون، لأيقاظ ضمير العالم ليطلع على اطول عملية ظلم تعرض لها شعب منذ سبعين عام، مارس فيها الاحتلال الاسرائيلي ابشع انواع الظلم والاضطهاد ادت الى قتل وتشريد الملايين من وطنهم الى ارض الشتات، لتطبيق مقولة اليهود 🙁 ارض بلا شعب لشعب بلا ارض)!.
لم يكن الرد الاسرائيلي على العملية متوازن، بل كان وحشياً بكل ما تعنيه المفردة، فقد صرح وزير دفاع (اخرائيل) بقطع مياه الشرب عن مليونا انسان بـ “غزة”!، ما دفع الجمهورية الاسلامية الايرانية للوقوف الى جانب المستضعفين في فلسطين.
أدى الدور الايراني بدعم المقاومة الفلسطينية وجبهات المقاومة بالمنطقة الى استنزاف قوة العدو الاسرائيلي، وبالتالي فضحه امام دول العالم والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان، بعدما ازكمت جرائمه بقتل المدنيين والملاكات الصحية والصحفيين الانوف، وعلى اثر قدرة المقاومة على الصمود وطول الحرب تكشفت حقيقة هذا الكيان الذي كان يتبجح كونه الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط، وشاهد العالم بأسره حجم الارهاب والدمار الذ يمارسه في غزة، وعلى اثر ذلك ارتفعت الاصوات الحرة في اوربا لرفض ما يجري في فلسطين، والمطالبة بمحاكمة النتن ياهو واركان نظامه كمجرمي حرب.
وعلى خلفية صحوة الشعوب الاوربية انتهت شماعة ( عداء السامية)، وباتت (اخرائيل) كيان منبوذ ومحاصر دولياً، سرعان ما بانت بوادر التخلي عنه من راعيته وساندته الأولى امريكا!، وقد كشف اتفاق “ترامب” مع الحوثيين بوادر التخلي عن النتن ياهو الذي يسعى لشن حرب مع ايران تعاكس رؤية ترامب للمنطقة!.
لم يكن امام نتن ياهو خيار سوى شن الحرب على الجمهورية الاسلامية الايرانية، قبل السقف الذي اقترحته امريكا عليه، وهو شهر اكتوبر القادم، ويبدو أن نتن ياهو شعر بـ ( الفخ الامريكي)، فالسقف الامريكي يعني لنتن ياهو سقوط حكومته، بعدما اصبح عبئاً على الادارة الامريكية، وبالتالي الذهاب الى السجن، ومحاكمته كمجرم حرب، سيما وانه اصبح مطلوباً لمحاكم دولية.
ما نحتاجه اليوم أن تكتفي الجمهورية الاسلامية الايرانية، بالرد بضربات مماثلة بمبدأ ( لسعة العقرب)، وعدم شن حرب شاملة، فايران اليوم لا تمثل نفسها بل تمثل أمل المستضعفين بالمنطقة مع وجود هذا الكيان المجرم الذي لا يحترم المواثيق والعهود الاممية.