17 نوفمبر، 2024 8:29 م
Search
Close this search box.

للمصالح أقلام وحكام…!

للمصالح أقلام وحكام…!

الأقلام العربية بأسرها تكتب على وجه الماء!
فلا مَن يرى ولا مَن يسمع!
فلماذا تكتب الأقلام؟
الأقلام التي بحثت وحللت وإستنتجت ودرست وشخّصت وعالجت , وكل ما أبدعته ماهو إلا كلمات في الهواء تذرها رياح القدرات السيفية (من السيف) , والإرادات السلطوية الديمقراطية الإستبدادية الأبية المؤزرة بنصرٍ عزيزٍ من عند الآخرين!
الذين يقولون بأن العرب لا يمتلكون مفكرين ومثقفين وفلاسفة وباحثين , وعلماء ومبدعين ومدركين لجوهر المشاكل والمعضلات , فأنهم يكذبون ويفترون عليهم بما ليس فيهم.
العرب أبناء حضارات , وعقولهم ذات قدرات متميزة , ويفقهون ويفهمون ويعلمون ويتعلمون ويعاصرون , ويشيرون إلى مواطن الخلل , ويقدمون الوصفات الحضارية المعاصرة الشافية , التي تساهم في عافية الأجيال , ووقاية المستقبل من أوبئة الضياع والخسران والهزائم والإنكسارات.
العرب يفكرون ويكتبون , ولديهم أقصى المهارات لإيجاد الحلول لجميع مشاكلهم وتحدياهم , ويمكنهم أن ينتقلوا بأحوالهم إلى أحسن وأرقى الأحوال.
ففي السنوات العشر الماضية , سطر العرب أدبا وفكرا وأبحاثا ودراساتا ومنطلقاتا , ورسموا خارطة طريقهم الحضاري الأقوى والأفضل , وقد أترعوا الصحف والمواقع الإليكترونية بدرر عقولهم , ونظرياتهم وتصوراتهم وطموحاتهم وآمالهم , وما كتبوه يتفوق على ما كتبه الكثير من أبناء الأمم الأخرى , فهم المهتمون بأمتهم وواقع حالها وما يصيبها , فيجتهدون بالذود عن حياضها وسيادتها ودورها وقيمتها وتراثها ورسالتها افنسانية.
وبسبب نشاط أبناء الأمة في الفكر والثقافة , توفر لقادتها معين إستشاري لا ينضب من الأفكار والحلول , والإقترابات والإرشادات الخالصة النزيهة الذكية , التي لو تفاعلوا معها واستناروا بها , لحققوا إنجازات وطنية متطورة ومساهمة في رقاء وتقدم وأمن وأمان بلدانهم.
لكن العلة أن أصحاب الكراسي لا يقرؤن , ولا يعتبرون ما تكتبه عقول الأمة بذي منفعة , وإنما هو من إبداع المناوءة والمشاكسة والتعارض والعدوان على الكرسي.
وربما أن سلوكهم ونظرتهم فيها معقولية , لأنهم في دول تتحكم فيها المصالح , وأنظمة حكمها على مقاسات المصالح المطلوبة , وبسبب ذلك فأن هناك تقاطع بين ما يكتبه أبناء الأمة , الذين يتوهمون بالحرية والسيادة والكرامة والقوة , وبين ما يراه الذين يقومون بالحفاظ على المصالح المطلوبة , وتأمينها بأحسن وجه وسلوك.
فما قيمة الكتابات التي تتقاطع مع مصالح الآخرين , الممتلكين للبلدان والدول بثرواتها وشعوبها وأنظمة حكمها؟
ولهذا من الأفضل أن يكسر أبناء الأمة أقلامهم , ويعترفون بهزيمتهم وقلة حيلتهم , لأن نهر المصالح دفاق وتياره أعتى تيار , يجرف كلماتهم ويطهر السطور من حبر أوهامهم , فالمصالح هي الدستور والقانون , وعليهم وعلى تطلعاتهم الوطنية الفاتحة والسلام.
وللمصالح أقلامٌ وحُكّام…!

أحدث المقالات