لعبة تمارسها الأحزاب المتطرفة المتسلطة على بعض المجتمعات بإسم الديمقراطية المبرمجة وفقا لآليات التوافق وتقاسم المناصب والثروات وليأكل المواطن اللا شيئ.
هذه اللعبة تقوم على أساس أن رموز الأحزاب تتكلم ضد السلطة والحكومة التي تديرها الأحزاب , وتبدو وكأنها ضدها ومعادية لها وترفضها , والغاية من هذا السلوك إمتصاص غضب المواطنين , وإيهامهم بأن هناك مَن يتكلم بما يريدون ويشعرون ويفكرون.
وهؤلاء المتحدثون بأنواعهم هم من تلك الأحزاب ومن اعضاء السلطة والمستفيدين منها , فلهم غنائمهم وحصصهم ورواتبهم وما إستطاعوا وضع أيديهم عليه.
وقد تكاثروا , وصارت المنابر تصدح بالناطقين بما ينتقد الحكومات والأحزاب والفئات , وما تغير شيئ , وأموالهم تزداد , وفسادهم يتفاقم.
هؤلاء المنتقدون للأحزاب والحكومات من المستفيدين والمكرمين , ولوإطلعتم على أوضاعهم المعاشية والإقتصادية , لأصابكم الذهول وأرعبكم العجب , فهم من أثرى الأثرياء , ويعظون الناس بالسكوت على الحرمان والفاقة وعدم التشكي وليتسلحوا بالصبر , وهم لا يصبرون على إنقطاع الكهرباء في بيوتهم ولو لبضعة دقائق , ويأكلون أشهى الأطعمة , ويركبون أحدث السيارات ولديهم حمايات ومخصصات ورواتب مليونية , وغيرها من الغنائم المستحوذ عليه من أموال الآخرين.
وتنتشر أحاديثهم وخطبهم في وسائل التواصل الإجتماعي , لغش الناس وتفريغهم من شحنات المطالبة بالحقوق , ويتوهم المتابعون لهم بأنهم يمثلون الحق والصدق والشجاعة والجرأة الفريدة.
وما هم إلا أدعياء ومروجون لسياسات الفساد والظلم والقهر وإستلاب الحقوق , وإياك أن تواجههم بالحقيقة , لأن جوهرهم السلبي سيبرز بإنفعالية هوجاء , تتهمك بما تشتهي من الأوصاف التي تبيح دمك , لأنهم لا ينطقون عن الهوى , وما أنت إلا عبد مطيع تابع قابع لا يحق لك أن تسأل أو تتفكر , بل تردد نعيقهم , وتستسلم لدعواتهم .
تلك هي لعبةالفساد المسوغ بتخريجات النفس الأمارة بالسوء.
فهل لنا أن ندرك اللعبة , ولا نكونن من الغافلين؟!!
و”لايخدعنك هتاف القوم بالوطن…فالقوم في السر غير القوم في العلن”