23 ديسمبر، 2024 7:21 ص

لسعة : نواب أم دلالين

لسعة : نواب أم دلالين

وأنـا أتـابـع مـن عـلـى الـفـضـائـيـات الـواسـعـة بـيـانـات وتـصـريـحـات رؤسـاء الـكـتـل الـنـيـابـيـة ، والـنـاطـقـون الـرسـمـيـون ، ورؤسـاء الـلجـان الـفـرعـيـة ، وهـم يـدلـون بـبـيـانـاتـهـم ، ويـصـرحـون بـآرائـهـم الـسـيـاسـيـة ، يـنـتـابـنـي إحـسـاس  بـالـعـودة لـسـنـوات خـلـت كـنـت أطـالـع حـيـنـهـا كـتـاب ( تـربـيـة الـصـوت وفـن أللإلقاء )  لـمـؤلـفـه الأسـتـاذ والـمـسـرحـي الـقـديـر ( سـامـي عـبـد الـحـمـيـد )
وكـان مـن ضـمـن ما احـتـواه الـكـتـاب ( دايـلـوج ) لآبـي الـمـسـرح الـعـالـمـي  ( ولـيـام شـكـسـبـيـر ) وهـو يـرشـد الـمـمــثـلـيـن الـمـسـرحـيـيـن فـي ذلك الـزمـن الـغـابـر ، فـيـقـول :  (( انـطـقـوا بـالـكـلام أبـتـهـل إلـيـكـم كـمـا أنـطـقـه لـكـم بـخـفـة ٍ يـتـدحـرج عـلـى اللـسـان ، فـأن تـفـوهـتـم بـه كـمـا يـفـعـل مـعـظـم مـمـثـلـيـكـم ، إذن لفضلت ُ  مـنـادي الـمـديـنـة لـيـنـطـق بـكـلـمـاتـي هـذه … ولا تـقـطـعـوا الـهـواء بـأيـدكـم كـالـمـنـشـار – هـكـذا – بـل افـعـلـوا بـخـفـة ورشـاقـة ، فـإنـه حـتـى فـي حـالات الـتـيـارات الـجـارفـة مـن الـعـواطـف والانـفـعـالات ، يـجـب أن تـسـبـغـوا عـلـيـهـا شـيء مـن الـخـفـة والـنـعـومـة ))
فـإن كـان فـي ذلـك الـوقـت للـمـمـثـلـيـن مـن يـنـصـحـهـم ، ويـرشـدهـم ، ويـهـديـهـم ، وهـم مـمـثـلـون لـيـس إلا ، وأي خـطـأ مـن أحـدهـم عـلـى خـشــبة الـمـسـرح ، لـن يـكـلـفـه أكـثـر مـن  سـخـريـة الـجـمـهـور ويـنتـهـي الأمـر بـذلـك . أمـا أن يـعتـلـي الـسـيـاسـي الـعـراقـي ومـن الـشـرائح الـذيـن ذكـرنـاهـم فـي أعـلاه الـمـنـبـر الـخـطـابـي عـبـوسـا ً مـكـفـهـرا ً ، مـتـجـهـم الـوجـه ، ويـبـدأ الـهـذيـان ، بـصـوت تـخـنـقـه حـشـرة الـنـزع ، بـعـيـدا ً عـن الـكـيـاسـة ، واللـبـاقـة ، واللـيـاقـة  مـشـمـرا ً عـن ذراعـيـه ، نـاطـقـا ً بـجـمـل ٍ استـعـراضـيـة لا تـمـت للـمـوضـع بـصـلـة وصـل ، ويـكـاد اللعـاب أن يـسـيـل مـن شـدقـيـه ، فـهـؤلاء لـيـسـوا سـيـاسيـيـن عـلـى الإطـلاق ، لا يـعـدون أكـثـر مـن ( دلالـيـن ) فـي سـوق الـغـنـم .
 إلا يـجـدر بـهـم يـدخـلـوا دورات فـي عـلـوم الأتـكـيـت وفـن البرتوكول ، بـدلا مـن أن يـقـضـوا إجـازاتـهـم فـي جـزر الـبـهـامـا ومـصـايـف نـيـس وجـبـال الأنـاضـول .
لـقـد أسـمـعـت لـو نـاديـت حـيـا ً … ولـكـن لا حـيـاة لـمـن تـنـادي
ونـار لـو نـفـخـتـ بـهـا أضاءت … ولـكـن أنـت تـنـفـخ فـي رمـاد ٍ