23 ديسمبر، 2024 4:23 ص

لبيك يا حسين ..لبيك…فقد قتلتنا الردة…

لبيك يا حسين ..لبيك…فقد قتلتنا الردة…

شخصيات كثيرة ، وعظماء اكثر مروا بحياة الامة العربية الاسلامية ،لكل منهم مؤيد ورافض، لكل منهم محب وباغض، لكل منهم مقرب ومباعد ، لكن الكل يتفق ان شخصية الحسين بن علي ممن تتصف بها صفات المتميزين ، فلا احد منكر لها، ولا احد مباغض، لها ولا احد مباعد لها .بل الكل ومن مختلف الفرق والاتجاهات تجمع على ان الحسين شخصية انفرد بها التاريخ عظمة وأجلالا وتقديرا…..لا…، لانها من أهل البيت ومدرستهم العظيمة ،لكن لانه من الذين لا يؤمنون بنظرية الباطل ..بل بنظرية العدل المطلق ومصلحة الشعوب ،وهذا ما نلاحظه ونقرأه في كتب الفرق الاسلامية المتعددة.. وان أختلفت في التوصيف…؟
فأين من يدعون أتباعه اليوم….ممن اشاعوا نظرية الفساد والتعامل معه بأعتباره شطارة..فأسقطوا قدسية النضال عنهم ، وبقوا يتغذون على الهدايا …لذا سيبقون جياعاً على الدوام..؟

من حق الشعوب ان تعتني بعظمائها ، وكبارمفكريها ،وراودها الاحرار، فتقيم لهم التماثيل ،وتشَيد لهم النصب ، وتُدرس حياتهم للاجيال ، لانها ترى في ذلك دعما لحضارتها ، وتشييدا لدعوتها ، فدراسة حياة هذا الرجل العظيم تأتي من هذا المنطلق المنشود ليعود لوائها يخفق على الامة من جديد بعد ان بني لها ترسانة فكرية يمكن الاعتماد عليها في تربية الاجيال الحاضرة والقادمة..
ومع الأسف ان قلة من أتباعه الذين أغرتهم الحياة يحاولون تخريبها …ونحن نقول لهم :أنتم بغاة شراة لا تستحقون الاحترام ..فأحترام من لا يستحقه هو أهانة لمن يستحق..؟

هذا الامام الحسين الفذ،الذي عاش بين الفقراء ، وكان ضد الفقر، ومع المحرومين وضد الحرمان، ومع الجماهير وضد الطغاة … كان ابن علي صاحب العدالة المطلقة..وأبن فاطمة الزهراء الصافية النقية صاحبة الراية الخضراء…،،ترعرع في بيت النبوة وشرب من مائها العذب واخلاقها السمحاء وطريقها المستقيم. فشب شجاعا مثل ابيه وجده ،عالما مثلهم ،عشق الله والحق والعدل ،فخالطت مفردات حياته كل مكارم الوفاء والاخلاق ، والفعل دوماً دليل الاصل ، لذا اراد ان يُسخرها لقيم الحياة المقدسة في العدل ، وحقوق الشعوب في تقرير المصير حتى يوم استشهاده في معركة الطف ستبقى محفورة في رؤوس المخلصين للحق والعدل والاوطان. وهو يقول:
والله لن أستسلم الا للحق وحقوق الناس…فهيهات منا الذلة..؟ فأين من يدعون به اليوم وخانوا الله والوطن وفضلوا الذلة على كرامة الانسان..

منذ بداية نشأة الكون على الارض،تولدت نظريتان ،الاولى نظرية الاستبداد والضعف ممثلة في اللاقانون ، ونظرية القوة والعدل ممثلة في القوة العادلة والقانون . خطان مستقيمان لا يلتقيان ابداً. يبقى الاول مُساند من كل الذين طغت المادة على افكارهم وتصرفاتهم وباعوا الاخلاق والوطن للأجنبي فلا تسمعوهم، ويبقى الثاني مُساند من كل النفوس العفيفة التي رأت في أنسانية الانسان طريقا لها. وتقف عاد وثمود ورواد المنطقة الخضراء خونة الوطن، ومن لف لفهم عبر الزمن..من أمثال المرافقين للاحتلال الأجنبي في العراق الذين يشهدون على انفسهم بالفساد وبيع الوطن …وهم لا يشعرون ,يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم….قاتلهم الله انا يؤفكون.؟.ويقف نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد واهل البيت في خط الاستقامة والى الابد، رغم تغير التاريخ والزمن. وكان الحسين واحدا منهم.ويقف الاتباع الخونة في الخط الثاني ..أذلة تكرههم حتى ثيابهم والمقربون.. .

نخبة شريفة مخلصة مؤمنة ..جاءت من مدرسة منهجية ربانية لا تتغير ابدا. فلا هوى يغيرها …ولا قوة ترهبها، ولا مال يثنيها ،ولا سلطة تغريها…لها عزم على السيف والقلم ، ملفوفة باعلام الوضوح والبيان..,ولا غير؟

قال الامام على(ع) : لا تخف يا أخي ان كنت مع الحق ،(فان صوتا واحدا شجاعاً اكثرية) هكذا كان الحسين … فالموقف الحسيني في كربلاء اخرج العقيدة من المفهوم الضيق الى المفهوم المطلق العام حين أقتبسها من ابيه العظيم فقال في كربلاء: (ان الله هو العدل الذي لا يجور)،وليعلم كل الناس ان ماجاء الحسين يطلب خلافة..وانما جاء ليقاتل ظلم الحاكم على الناس… ومع الاسف فأن من يدعون انهم اصحابه هم الذين غدروا به وقتلوه ..حين حولوا نظريته في العدل المطلق الى شعارات وشعائر يرددونها في كل سنة دون تطبيق ،لكن المؤمنين به حقا وحقيقة هم المسيرة السلمية الكبرى ليوم الطف الكبير..؟. وفي اوقاتها المعينة بعد ان يجنوا منها الثمر…فالحسين لا يُلطم عليه ابدا بل يُحتفل بعرسه على مر الزمن..

من هنا فأن قضية الامام الحسين هي ليست القضية التي سمعناها ونسمعها كل سنة في المجالس الحسينية ،انها قضية الصراع الازلي بين نوح واصحاب السفينة …وبين قومه الخارجين عليه وعلى السفينة ….فهل سيعي أصحاب الحسين ومحبيه الاهداف العظمى الرفيعة التي جاء بها الحسين..ليعدلوا من خط الأعوجاج الى خط الأستقامة…؟
لا اعتقد …فأقول : ان جرى على خلاف القياس لغيره لا يقاس عليه…؟
ان الثورات هي أساليب يرتبط نجاحها يتوفر القيادات المخلصة والاهداف النبيلة الواضحة والبناء اللفظي السليم …لا بالمخاتلة وأضاعة حقوق المواطنين …اخي المواطن حان الوقت للتخلي عن التعصب ..فعليك ان تعترف بأن الحقيقة الدينية تتغير وتتطور ..وليست مطلقة ومنقوشة فوق حجر..فالشعوب يجب ان تحرر نفسها من تخريفات سلطة الدين..

اخي المواطن ألتزم بعقيدة الحق، ولا تكن مع الباطل حتى لا يظنوا انهم على حق..هم المنهزمون اليوم..فلا يغرك ماهم عليه اليوم..والله حالهم اليوم حال ابو رغال خائن مكة الذي لازال قبره يرجم الى اليوم وسيرجَمون..مهمتهم الاساس اليوم ان يجعلوك غائبا عن الوعي …

 

الى المنادين بالاصلاح عليهم ان يقرأوا تاريخ الحسين ليبتعدوا عن الفساد والمفسدين حقاً وحقيقة ليكون السلام دينكم ..والعدل مذهبكم .. والحق قانونكم ..ولا تتراجعوا عنه كما وقفت زينب (ع) امام الطغاة ولن تتراجع وبقي ذكرها خالدا ابد الدهر فهل تدركون يا ….رجال…مجلس النواب المزيف اليوم في عراق المظاليم ..فهل تركون ما أنتم فيه من أباطيل..؟؟

وبينما انا هنا حيث حرية الكلمة والقلم ،قلت في نفسي والافكار تراودني ،والحب لهذه الشخصية العطيمة التاريخية الفذة يؤججني،لربما اراد لي الله ان ادرك مقصدي ،وان اكتب فيه هذه الكلمة الموجزة التي لا تفي حق قدره ،فهو مكسب لي اكثر من أملك كنوز الدنيا كلها ،فلك مني يا شهيد الطف في كربلاء المقدسة يا أخا زينب البتول التي وقفت بحاضرة الخليفة تتحدى الظلم،ويا ابن فاطمة الزهراء البتول ،ويا ابن علي قاهر الظلم والعدوان … الحب والاعجاب والوفاء لكل خطوة مشيتها من مكة الى حيث العز والبقاءالخالد كربلاء،وكل مناصرة ناصرت فيها كل مظلوم. فهل من يحكمون اليوم هم من شيعتك أم من المفترين…؟

فسلام عليك ياحسين يوم ولدت ويوم أستشهدت ويوم تعود، لتملأ الارض عدلا بعد ان مُلئت ظلماً وجوراً.