23 ديسمبر، 2024 1:30 ص

لا ..لن يحل عام الرمادة علينا من جديد…

لا ..لن يحل عام الرمادة علينا من جديد…

ذكرني البارحة صديقي الدكتور جعفر المظفر بعام الرمادة ..فمسكت قلمي لأقول :
عام الرمادة..عام العسرة والقحط..حل في الدولة الاسلامية سنة 17 للهجرة في خلافة عمر بن الخطاب (رض) ..سمي بالرمادة ..لأسوداد الأرض من قلة المطر حتى اصبحت رمادية اللون.. وتبعها تغير في ألوان الناس لضعف حياتهم ومعيشتهم…فأختفت الأبتسامة من الافواه ..وقلة الزيارات بين الناس..فقال عمر..والله لن نأكل سمناً ولا سمينا حتى تأكله الناس..فأين لنا اليوم ممن تركوا الناس بالرمادة يأكلهم الجوع والخوف والعوز..وهم واولادهم يرتعون في السمنةِ والسمينا..
جاءت الأديان كلها لتُحِل على الناس العدالة واعوام الرفاهية عليها من جديد…ولترفض الاستعباد للانسان والأستبداد عليه بقانون سموه وثيقة المسلمين ، لهم فيها حقوقهم وواجباتهم دون تفريق..لكنهم فصلوا الاخلاق عن العقيدة واستبدوا في التعالي والتقديس..وما دروا ان العقيدة كلمة تقال وسلوك يفعل..فأذا أنفصلت الكلمة عن السلوك ضاعت العقيدة والدعوة لها معاً.
الانبياء والرسل كلهم 24… منهم ثلاثة عشر رسولاً والباقي أنبياء…؟
في اليهودية جاءت الكلمة من موسى(ع) الذي وقف بوجه فرعون مصر فقال له وجها لوجه : ..ماذا تفعل بالناس يا فرعون مصر..”.اني اراك يا فرعون مثبورا..هكذا قالها القرآن الكريم”؟ وصاح عيسى ابن مريم (ع)من حاضنته بوجه اعداء الانسان ليقول لهم: ” لا للعداوة والبهتان ..بل للحب والآمان..”؟ وجاء نداء ابراهيم (ع) أول المسلمين ليُكسر الاصنام ولينادي بالتضحية بأبنه أسماعيل لينهي شريعة قتل الانسان..لكن

2
الكلمة المدوية جاءت من محمد (ص) بأعلى صوته في حاضرة عمه ابو طالب :لا يا عماه:” والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على ان اترك هذا الامر ما تركته او اهلك دونه..”فحقق شريعة الأنسان..فهل عبدة الديانات من بعدهم التزموا بما جاءت به عقائد الأديان..؟
حل عام الرمادة بالعرب ليختبر القدر الانسان …فجاءت الصرخة من ابن الخطاب في مجلس الخلافة:” لا والله لن يحل فينا عام الرمادة ثانية… فلنا في مصرَ اليوم رجال..وما هي الا ايام حتى جاءت الابل محملة بالمؤن اولها في المدينة واخرها في الفسطاط القديمة..فصاح بأعلى صوته : أي والله لقد تحققت نبوءة الآديان. فما ظل معوز الا وشبع..فتحققت معجزة رسول الاسلام حين قال: ” يا ولاة امر الناس ..لا ينام احدكم ليلته وفي بلده معوز واحد..”
فأين ولاة الامر فينا اليوم من رسالات الأنبياء..في القرآن ..؟جاء الأمام علي بعد عمر فقال في مجلس الكوفة :” نحن أهل البيت ما جئنا لنحكم بين الناس بالباطل..لا والله بل جئنا لنحقق العدل بين الناس ..فلا نعترف بأتباع لنا باطلون ، ينادون بنا وهم كاذبون ، ولا رجال لنا ظالمون ..يلطمون علينا وهم القاتلون .. اسمع ياعمار :” ان الناس صنفان :” اما أخ ُلك في الدين أو نظيرُ لك في الخلق”. لا تظلم احدا، فالكل سواسية امام الله والقانون..ان الحق القديم لا يبطلهُ شيء فأن في العدل سعة…ومن ضاق عليه العدل …فالجورُ عليه أضيق..لذا قال الشافعي :” العقل مضطر لقبول الحق”..كلمة استنسخها من امام المتقين ..
وفي يوم عابس بعد عودة الامام من قتال الخوارج ..نهض احدهم في مجلسه الشريف ليقول للأمام علي: يا ابا الحسن لا تحضر لصلاة الفجر في مسجد الكوفة فأن الخوارج يتربصون بك الدوائر…فغضب الامام وقال: “ان من يحكم الناس عليه ان يكون بينهم او يتخلى عن حكمهم..فالعزلة شعبة من الضيق “. أين حكامنا اليوم الذين عزلوا أنفسهم
3
عن الناس ليقبعوا بين اسيجة الكونكريت يخافون حتى من عصافير النخيل..
وحين رآى عمر رجال يضربون الأماء في الطرقات .. صرخ بأعلى صوته فقال : “متى أستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم احرارا..” لا تضربوا أماء الله…
ونحن نقول لمن يحكمون ويتسترون بأهل البيت والصحابة..نقول لهم: لا والله .. لن نترككم تعبثون بالوطن لتحلوا فينا عام الرمادة من جديد.. فالعراق الجديد..لنا جميعا ..واهل البيت منكم براء وليس للغرباء فيه وفيهم من نصيب..؟
سئَلت المؤودة رب العالمين …يا آلهي : بأي ذنبٍ اقتل من جديد..قالوا لها لقد اغتصب الحاكم حقك وحليبك من ….جديد..فقالت : قال ربي : واذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت ..قالوا ذاك زمان مضى كما قالها احد حكام المنطقة الغبراء في واشنطن .. وهو يسرق الوطن ..فقالت الموؤدة..بأي ذنب اقتل واهُجر واسبى من جديد..ألم يكن هذا وطني الذي فيه تاريخي و كل جديد ..؟ أي وطن هذا الذي يتنمر علينا فيه العبيد..
قالوا لها نعم…هذا وطنك وسنقطع ايادي المغتصبين..

وأنا اقول لها لا تسمعيهم عزيزتي هم كذابون منافقون… جاؤا لانفسهم وأولادهم وأصحابهم المترفون السارقون لخبزك وليس للمعذبين من قديم أو جديد كما يدعون ..فقد كذبوا حين نادوا بأهل البيت وبك ..فأهل البيت رفضوا مغريات الآمويين ..الحسين بن علي يرفض المهادنة وهدايا الآمويين ..ويرفض موسى بن جعفر هدايا الرشيد..
هناك في منطقتهم الغبراء المحصنة كما يعتقدون .يرتعون ويتمتعون..ويرقصون للاة والعزى وهُبل (سليماني) آلههم الجديد.. الذي
يقف مع الباطل .. لينجد السارق محافظ صلاح الدين..لاتحزني نحن اليوم يحكمنا الآفشين .. وكأنه هو الحاكم الفعلي للعراقيين ..فمن يدعي
4
بالحسين(ع) الشهيد المقتول ظلما في كربلاء كما يدعون في كل عام …وهم.. ليس لهم فيه من نصيب
هذا البرزاني اليوم يخيفهم من جديد..ولا ندري ألم يكن شريكهم في القديم ..فالرجل لا يسرق وطنه ولا يخون..لماذا لانه يستفتي الاكراد في حكمه الجديد ،المعارضون للاستفتاء هم الضعفاء والا لماذا وضعوا في دستورهم المادة 140 ولم يطبقوا النص المكين ..الم يكن رئيسهم كرديا يطمطم للبرزاني كل ما يطلب من جديد جديد ؟ لماذا من يحكمون السلطة و مجلس النواب يخافون الاستفتاء من جديد..؟
وانا اقول لهم يوم ان ينفذ البرزاني يوم الاستفتاء عليكم جميعا ان تدقوا جرس الانذار ايها الحاكمون بالتسلط وتصبحوا رجال وتعترفوا بكل الاخطاء ..لنعرف ان في وطننا لا زال هناك بقية من رجال..
لاتصدقيهم حبيبتي كان بالامس خليفة واحد ….واليوم الف خليفة لكن كلهم ليس ذاك العادل الحبيب..

من ينجد المهجرين في صحراء الرمل بعد آكلوا خبزهم أهلهم ومن يدعون بهم… بعد داعش اللئيم..

كلنا معك ايتها العزيزة الجائعة لنسقيك من دماء العراقيين.. حليب.. ولنمزق الذئاب الجدد من جديد ..فرَحت المؤودة وقالت دعوني انتظر منكم كل جديد..

عزيزي المواطن وصيتنا لكم : ان لا تنتخبوا الفاسدين ..وانتخبوا المخلصين .. فمصيركم بأيدكم ..انتزعوه من الظالم الجديد..؟
لا لن يحل علينا عام الرمادة من جديد..في أنتخابات القادم القريب ؟