5 نوفمبر، 2024 11:26 ص
Search
Close this search box.

لا تنتظروا منهم أكثر!!

لا تنتظروا منهم أكثر!!

سمعنا من مسؤولي العراق عبارات الشجب والادانة والالتزام  بملاحقة المتورطين قي ذبح اهلنا ما يصلح أن يكون بندا في موسوعة غينيس للأرقام القياسية ، لكن تـحت عنوان فشل سياسي و أمني متميز في العراق، تشهد عليه قوافل من الابرياء تحث الخطى بشكل متواصل أمام أنظار سياسيين لا ينظرون أبعد من نهايات أنوفهم، التي لم تزكمها رائحة الأحتقان والضجر الشعبي من وقوفهم كمتفرجين على ما يجري وليس صناع قرار.
ولكي لا ندور حول الحقيقة فان سياسيي العراق مسؤولون امام الله والشعب عن كل ما يتعرض له العراق من أذى، لا بل أن التاريخ قد لا يرحم الكثير منهم، لأنهم وضعوا مصالحهم فوق مصلحة الوطن، وتصرفوا وكأنهم أوصياء على شعب يعض أصابع الندم أكثر فأكثر لأنه وثق بوعودهم أو جامل مواقفهم، قبل أن يكتشف حجم الهراء والخلل فيها.
انها مصيبة كبيرة جدا، بل هي كارثة ولدت من رحم احتلال لم ينصف العراق حتى في ثرواته، فيما هناك من لا يزال يوهم النفس بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة مع مجموعة أغلقت عقولها وقلوبها أمام الالتقاء عند مصلحة العراق وأهله، لذلك يستمر حوار الطرشان وتزداد الأمور تعقيدا، وكان الشهداء جاءوا من كوكب أخر وليس من رحم العراق.
لا ندري لماذا يراهن السياسيون العراقيون على الفتنة والحرب الأهلية أكثر من اصرارهم على الاستقرار والوحدة الوطنية، مثلما نجهل حد الخرف أسباب حشرهم للشعب في زاوية ميتة أما أن تكون طائفيا أو عرقيا وأما سيكون الموت أوالتهجير مصيرك.
ونحن عندما نتحدث بهذه الحدة فاننا لا ننطلق من فراغ فالمتتبع لاحاديث السياسيين هذه الأيام وغيرها يشعر كم ان المصيبة المقبلة ثقيلة في وقعها، وكم تختزن عقول بعضهم من سيناريوهات المؤامرة ما يغيب عنها بالمطلق فرص البحث عن حلول عملية قابلة للتحقيق، وهي مصيبة أخرى لن يكون الخروج منها سهلا، لأن شراء الذمم اصبح اداة تخريب جديدة للعقول والولاءات، مثلما بات التخندق فوق مصلحة العراق سلاحا للفاشلين في ماراثون النزاع السياسي في بلاد الرافدين، التي ربما لم تمر بفترة من الضجر والخوف على المستقبل مثلما تعيشه اليوم، حيث صوت خناجر الغدر الداخلي والخارجي يعلو كثيرا على سيوف الفرسان، لسوء طالع اهلنا ومستقبلنا وانتماءنا.
لا أريد الحديث بهذه السوداودية، لكن ما يجري يوميا يبيح هذا التشاؤوم وأكثر، ابرياء راحلون بشكل منتظم، و سياسيون لا يعرفون طريقا للحل، لأنهم اختاروا طريق ” الصد ما رد ” وسيلة للالتفاف عل الاستحقاق الوطني، لذلك يتحفونا بتحذيرات لا يعرفون انعكاساتها السلبية على المواطن، ربما لأنهم غير معنيين بذلك بقدر ” العض باسنانهم” على الامتيازات وترف الزمن الأغبر، لذلك لا يخجلون عندما يقولون ان العراق يسير نحو الهاوية واللاعودة، اذا ما استمرت الخلافات السياسية، وكأنهم ليسوا طرفها مؤثرا فيها، ما يتطلب الوقوف عند ذلك جيدا، فلا يجوز ذبح الوطن من أجل عيون فلان وابتسامة أخر ومزاج معكر بالولادة للثالث وغيره.
 
يقولون ما يقترب من الكفر ولا يراجعون أنفسهم، لا يهمهم في الدنيا غير مصالحهم، لذلك يتقاتلون ويقاطعون ويجاملون ويغازلون الجميع الا شعب العراق، في مفارقة هي الأخطر من نوعها، يقابلها صمت مؤلم من المرجعيات الدينية والعشائرية ، وكأنهم أصيبوا ايضا بعدوى المحاصصات، أو على الاقل دخلوا نفق المجاملات السياسية ، والا كيف يقبلون هذا الخلل السياسي والأمني وطيف لعونهم أن تنام وشعبهم يتململ من الخوف حتى في فراشه، لأنه فقد الثقة بالجميع وهو محق جدا، لأن السياسي الذي لا يجد من يردعه يتمادى في غيه، ويذهب بعيدا في خلط أوراق الوطن مثلما يحصل من تدخلات خارجية في شؤون وطن بات مشروعه يقترب من الجريمة، فيما نهب خيراته وتدمير مرتكزاته الاجتماعية والامنية أضحت من ضرورات ما يسمونه المحافظة على التوازم الاقليمي .. يالسخرية القدر!!
رئيس تحرير” الفرات اليوم”
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات