23 ديسمبر، 2024 8:17 ص

يبدو أن هناك مسافة إدراكية شاسعة بين القلم والواقع , فالأقلام ووسائل الإعلام تتحدث عن سرقات وتصفها بما تشاء , وغيرهاتراها غنائم , ومن ضرورات التعبير عن الإيمان.

السارقون لم يأخذوا المال من أحد , إنه من الأرض التي تتقيأه , وتنادي أن خذوا ما تدره آباري.

وكأن الأقلام لا تعلم أن المال العالم مجهول الملكية , ومشاع لمن يستطيع إليه سبيلا.

وعليه , فلا توجد سرقات , والقول بوجودها تصريحات فارغة  , فكل آثمة تراها الأقلام معززة بفتوى ذات مقام.

لماذا هذه الفتاوى سارية في بلد دون غيره؟

الأقلام تغفل حقائق جوهرية , وتكتب عن موضوعات بعيدة عن مواطنها وبواعثها.

فالذي تسمونه فسادا , تعبير عن إيمان مطلق , ما دام البلد غنيمة وما فيه مؤنفل , بشرا وحجرا , وما فوق التراب , فلا وطن ولا مواطن ولا وطنية , إنه التقليد الذي يكون الإنتماء الخالص له.

فهل وجدتم كلاما عن الوطن وفعل يشير لوطن؟

إنها محنة مجتمع يتربع على كراسي السلطة فيه أشخاص تتاجر بدين , وتمتهن الناس وتضللهم وتستعبدهم وتسوقهم إلى سوء المصير , لكي تهنأ رموزها الساعية لتدمير الأمة والدين , وما أغيرها على الدين وأهله بأقوالها , وأفعالها من صناعة الآخرين.

فهل أن الدين ضد نفسه؟!!