22 ديسمبر، 2024 9:49 م

لاتوجد أمة تريد أن تكون ولا تكون!!

لاتوجد أمة تريد أن تكون ولا تكون!!

أمتنا تكون وإرادة أكون عندما تتجلى في ربوعها فأنها كائنة لا محالة , والأمم التي تكوّنت أقل من قدراتها وطاقاتها , لكنها صممت على أن تكون , وتتأكد في عصر الكينونة الإبداعية الإبتكارية المتجددة.
ومن الغريب أن يستمر مفكروا الأمة على ذات النهج الذي سلكوه منذ منتصف القرن التاسع عشر , وخلاصته التقليل من شأن الأمة , وتأكيد قعودها وعجزها وتأخرها ودونيتها , وما قدموا منهاج نهوض حضاري يتوافق وعناصرها الجوهرية المتوقدة.
وتجدنا اليوم أمام طابور من المفكرين والأكادمين الذين يحطون من قيمة الأمة , وينفون دورها وقدرتها على التواصل مع عصرها وبناء وجودها الإنساني القويم.
وأدلتهم ضعيفة ونظرية خالية من البراهين القوية , لكنهم يستغلون مواصفاتهم للنيل من قدرات الأمة.
ولا يزالون ممعنين في آبار (لماذا) الظلماء , ويخشون الخوض في أنهار (كيف) اللازمة لصناعة الحياة المتوافقة مع إرادة الأمة.
إنهم يخافون كيف , ويمعنون في العمه في ظلمات لماذا , ويحسبهم الناس مفكرين , وأكادميين يجب أن يؤخذ بآرائهم التي ترفد العجز والقنوط , وهم المساهمون بتدمير الأمة وقعودها على قارعة دروب التحديات.
إن الأمة تكون , ولسوف تكون رغم إدّعاءات المفكرين والأكادميين المنغلقين الجامدين المحنطين بين الأفكار الإنهزامية , والتصورات القنوطية الخالية من مداد الحياة , فهم ميتون ومقعدون ويعكسون عوقهم الحضاري على الأمة , ولا يصدقون ولا يخطر على بالهم بأن الأمة يمكنها أن تكون وتتحقق وترتقي وتواكب العصر.
وسبب توجهاتهم القنوطية أمية تأريخية أو تخصصات ضيقة من خلالها يقرأون الواقع والأحداث , ويغفلون الكثير من العوامل والعناصر القابلة للتغيير , والفاعلة في تعويق إرادة الأمة وتحجيم دورها الحضاري والإنساني.
والذين يقولون أن الأمة لا تشارك في صناعة الحضارة المعاصرة يكذبون , فلا يخلو مركز بحثي أو مؤسسة علمية في الدنيا من العقول العربية المشاركة في صناعة الإبداعات الأصيلة.
فتشوا مؤسسات الدول الغربية , فمن النادر أن لا تجدوا فيها عقولا عربية مساهمة في الإبداع الدافق منها.
إن الحضارة اليوم إنسانية عالمية ولا يمكن القول حصرا أنها من إنتاج هذه الأمة دون غيرها , أو هذا الشعب دون غيره , فنحن نعيش في زمن تفاعل عقول البشرية كافة لصناعة الوجود الذي نحن فيه.
فأقولها بكل ثقة وأمل صادق , أن الأمة حية ومساهمة في صناعة الحياة الحضارية المعاصرة , ويمكنها أن تنطلق من أرضها إذا توفرت لديها أنظمة حكم ترعى العقول؟
فليصمت مَن يسمون أنفسهم مفكرين وأكادميين , فهم في تصوراتهم الضيقة وأوهامهم يعمهون!!