كأن الذكريات الأليمة، ممكن أن تمحى من ذاكرتنا حتى يصر المسؤولون، على ابقاء بعض الشواهد أمامنا لتذكرنا بها كل يوم!
دأب النظام البائد، على عرض مقاطع من المعارك السابقة، تذكرنا بأيام أليمة مرت، تجعلنا نموت كل يوم، يدعي أنها صور للبطولة، لكنها لا شك، صور لإسترخاص الأرواح، لأطماع لم ينجح حتى في نيلها.
بعيداً عما حدث في تلك المعارك، وما نتج عنها، فإنها على الأقل صنيعة النظام المقبور وله وجهة نظر تخصه في استذكارها، لكن .. تمسك مجلس محافظة النجف الأشرف، بالأبنية المدمرة جراء قصف الاحتلال الامريكي، منذ عام ٣٠٠٣ الى اليوم، وعدم استبدالها بأبنية جديدة تليق بالمحافظة، وتوفر مكان مناسب لكثير من المؤسسات، التي تحتل أبنية مستأجرة، أمر غير مبرر، أهذا افتخار بإبادة نظام لا يد لهم فيها؟!
بناية مديرية الأمن مثال جلي، نراه يومياً أمامنا، مولداً ذكرى أليمة عما كان يحدث هناك، كأن المجلس الموقر، أما يفتخر بما كان يحدث، و يهدد بمثله لأبناء النجف، إن لم يقبلوا بالواقع،
أو أبقاه ليقول أن ما يحصل اليوم، رغم سلبياته لا يقارن بالأمس، فلا تعترضوا، و احمدوا ربكم على نعمة المجلس.
اذا أحسنا الظن، سنقول إن هذا مجرد إهمال، لموقع مهم في مركز المدينة، و ذلك يدل على قلة وعي المجلس، واستهانتهم بالمدينة و ابناءها، وهذا أهون الفساد.
متى يصحو مجلس المحافظة، و يعرف واجباته تجاه ابناء المحافظة؟ و ماذا نحتاج لإنعاشه من الموت السريري؟