العلم قائد الدنيا ومبعث القوة والإقتدار , والمجتمعات التي لا تقدّر العلم والعلماء في وهن وتبعية وخنوع.
والعلم في جوهره , نشاط صناعي إبداعي أصيل , بموجبه يتمكن الإنسان من تحويل أفكاره إلى موجودات مادية فاعلة في مسيرة الحياة.
والمجتمعات التي لا تصنع , تتدمر وتبتعد عن حاضرها , وتغفل مستقبلها وتنغمس بالغابرات , فالحياة المعاصرة تقودها إرادة إصنع , ولكل صناعة ونشاط عِلم , فما عادت الأمور تتحرك بعشوائية ورغباوية , ويتحكم فيها شخص أو بضعة أشخاص.
فالأمم القوية قائدها العلم.
العلم يعني المعرفة والإيمان بالعقل الفاعل المتواصل مع التحديات القائمة , فيواجهها بإبداعاته المتوافقة معها , ويتطلب تعودا على مناهج التفكير العلمي , التي يجب أن تبدأ مع الإنسان منذ المراحل الدراسية الأولى , بل من البيت والروضة , فمجتمعات الدنيا المتفوقة تعلّم الأجيال الصاعدة كيف يفكرون ويبصرون بعيون العقل , فيبدعون ويأتون بالجديد.
ولهذا تجد الإبداعات المتواكبة تنطلق منها بواسطة أفراد نبغوا في مجالات متنوعة , ولا تزال مسيرة الإبداعات الأصيلة تتحرك بدأب ونشاط وترفدنا بالفريد.
وتستطيع مجتمعاتنا أن تحقق قفزات حضارية متميزة في وقت قصير , إذا إتخذت مبادئ التفكير العلمي صراطا لها من قمة الهرم لقاعدته , ولابد للجالسين على كراسي السلطة أن يؤمنوا بالعلم , ويتخذونه منهجا أساسيا في الحكم.
وأن يبنوا قراراتهم وخطاباتهم على بحوث علمية ذات نتائج تخدم المجتمع , أما الحكم بإرادات قاصرة فأنه الضياع والدمار الأكبر.
فالمجتمعات المتقدمة ساستها يستندون في طروحاتهم على جمهرة باحثين , وعلماء متخصصين في الشأن الذي يتم التصدي له , وهي مجتمعات تعز العلماء , وتمنح الحصانة للمؤسسات العلمية وحرية التفكير والتنوير.
فالثروة الحقيقية في العقل , ومن لا يجيد إستثمارها ينوء بمصير وخيم.
فارفعوا رايات العلم , وأمنوا بالعلم , ولا توهموا الناس بأن الدين ضد العلم , فالعلم طريق ساطع نحو الإيمان الصحيح.
وطلب العلم فريضة!!