22 ديسمبر، 2024 11:37 م

كيف سيكتبون التأريخ ؟!!

كيف سيكتبون التأريخ ؟!!

أعداء التأريخ العربي والذين يسطرونه بمداد الطائفية والفئوية والأحقاد والكراهيات والعواطف والإنفعالات , التي تستعبد عقولهم وتمسك بمداركهم وتعتقلهم في ظلمات الرؤى والتصورات , عليهم أن يسألوا أنفسهم كيف سيكتبون التأريخ منذ ألفين وثلاثة ؟
هل يجرؤون على هذا التساؤول؟!
أم أنهم سيكتبون ما تسول لهم أنفسهم الكذابة المضللة , وسيقولون بأنها الفترة الأرقى والأروع في تأريخ حكم الإسلام؟!!
فهل سيأتون بإنجازات متخيلة وتبريرية وفتاوى وتسويغات للدمار والخراب والتهجير والتنكيل وإستباحة المحرمات؟
فكم دمرت أحزاب الدين من المدن والممتلكات العامة؟
وكم قتلت وشرّدت وأعدمت؟
وكم وضعت في السجون والمعتقلات؟
وكم تم خطفهم وتغيبهم وترويعهم وتجويعهم وحرمانهم من أبسط الحاجات الإنسانية؟
كم وكم؟
لا توجد حكومة على وجه الآرض أمعنت بالفساد والنهب والسلب والإمتهان والإذلال والتبعية ونكران الغيرة الوطنية , أكثر من حكومات الأحزاب المؤدينة التي تتحكم بمصير الشعب المقهور , والتي أهدرت دمه وإستباحت ممتلكاته وصادرت حقوقه , وإتخذت من الفساد دينا , ومن الطائفية عقيدة ومذهبا , ومن التبعية طقوسا , ومن الخنوع سلوكا , ووفرت للمواطنين المقاساة , وحكمتهم بالحرمان من الحاجات.
كيف سيكتبون تأريخ هذه الفترة فقط؟!
هل سيقولون هذه كلمات متحاملة ومنفعلة وكاذبة , وسيبررون عدم صدقها وأنها إفتراءات وإدّعاءات مغرضة؟!!
لو كانت إنجازات الأحزاب المؤدينة ذات قيمة وطنية ومنفعة للناس , لكُتِبَ عنها بحماسة وصدق وإخلاص ونزاهة , ولو أنها أوجدت مسؤولا فيه نسبة عشرة بالمئة مما في السيسي , الذي تتكلم إنجازاته المتراكمة لهتفت لهم القلوب والحناجر , لكنهم أنجزوا الفقر والجوع والبؤس والحرمان , وقاتلوا كل مُطالبٍ بحق وإتهموه بما يسوّغ محقه , ولا فرق بينهم وبين الذين كانوا يتهمون الناس بالزندقة لأنهم يقولون برأي يخالف رأي الكرسي.
فهل كذبتم وصدق التأريخ الذي عليه تفترون؟!!
وهل ستكتبون تأريخكم بموضوعية ودقة مهنية , أم أنها أكاذيب ترفع رايات دين؟!!