22 ديسمبر، 2024 11:17 م

“كيف السبيل إلى الوطن”

“كيف السبيل إلى الوطن”

متأملاً ..ليلاً طويلاً،

غابةً حجريةً وسفائناً
في بحر مأساةٍ تعوم
في كل فجرٍ رايةٌ سوداء
جمجمةٌ توسّطُ عظمتينِ
تؤلّفان الموت في هذا الوجوم
الغيم وجهٌ أسودٌ
والأفق غربانٌ وبوم
حدّقْ ترَ النهر الحزين مخضّباً
بدمائه وترابه
يجري بغير هدايةٍ
من شدة الغم ومن ثقل الهموم
…..

هل نخلعُ الجلد المضرج بالدّمَاء
أم نخلع الشمس ونفتتح السماء
أم بالخريف الطلق نمضي في الهواء ؟
نمضي نشدّ الريح من سعفاتها
ونُلملم الحسرات من شجرٍ وماء
……
كنا هناك موزعين وضائعين
وباعدت أجسادنا أحلامنا
وتثاقلت أرواحنا …
نمنا على صرر الحقائب
في الحدائق غاضبين
بين الموانئ والمطارات البعيدة خائفين
وتناقلت أخبارنا
لغةٌ تميز نزفنا شفافةٌ مثل الشعاع
أسماؤنا عبر الأثير مطارقٌ ،
بوسائل الإعلام أغنية تذاع
ضاقت بنا الدنيا فأقفلنا عليها
لائذين بنخلة عجفاء
لا شجر ولا نهر قريب
…..
والبُعد قُربٌ يقتدي نايَ الرُّعاة
يا كم عزفتُ الناي وحدي في الفلاة
في آخر الصَّحراء ،أبحث عن صوى ..
هل أحفر الآبار ؟
لا ماءٌ سوى عطش الحصاة
والنّهرُ مغتربٌ
على ضفَتيه ينتحب السقاة
…..

قد كانَ يجمعنا النخيل برافديه
بأرومة الشجر الكريم ومقلةٍ تبكي عليه
في أيّ فوضى تضحك الأزهار ؟
اني قد رأيت الفجر محتجاً
على وطنٍ نبيلٍ ليس يشبهه سواه
في كل بيتٍ وردةٌ وبكل بستانٍ رفاه
شهق الندى بلقائنا و دموعنا رملٌ
متى نَجْلُوالحَزَن ؟
غرباء في وطنٍ يقَيِّئ
عقارباً تمشي على أوجاعنا
ويجرّنا نحو سؤال غامضٍ :
كيف السبيل إلى الوطن ؟
……..
” عبد المنعم حمندي ”

——————
٢٢ آذار ٢٠٢١