الليلُ فأرٌ وإنَّ القطَّ قافيتي
يلوذُ منها بإيقاعٍ على شفتي
ما فرَّ إلا كمأسورٍ يفرُّ إلى
زنزانةٍ شُيِّدَت في حفرةِ العَنَتِ
يا أيها الليلُ حاول أن تخادعني
حاول فربَّتما تدنو إلى ثقتي
وربما نلتَ مني كلَّ عاطفتي
بشرطِ أن تتعدّاني إلى مقتي
فأنتَ لست غريباً عن دمي أبداً
ألم تكن ذاتَ يومٍ أنت طاغيتي
وكنتَ تنصبُ سيافاً على عنقي
فيقطع السيفُ حتى عظمَ ترقوتي
يا أيها الليلُ إنَّ الشعرَ أنهكَني
فدع خيالي، خيالي أصلُ كارثتي
أريدُ أن أدعَ الأشعارَ تأكلُني
كأنَّما لم تكُ الأشعار والدتي
لكنما كي أقولَ الحقَّ إنَّ لها
قلباً رقيقاً حنوناً مثلَ عاشقتي
فطالما عانقتني وهي راغبةٌ
بأن أقلَّ حياءً من معانقتي
وأن أقولَ لها ما سوفَ تفهمُهُ
بمحضِ تلميحِ قولٍ غيرِ ملتفتِ:-
نحنُ اللذانِ امتزجنا في تلهُّفِنا
فكانَ أن ولدتكِ الآنَ خاطرَتي