19 ديسمبر، 2024 12:21 ص

كنا……………….. واصبحنا

كنا……………….. واصبحنا

كنا لا نشتري الماء حيث هو ملك مشاع ………… واصبحنا نشتري الماء بعد كل هذا الغلاء

كان جيراننا يتوعدوننا بشراء الماء منهم مستقبلا حيث المنابع مثلما نبيع لهم الان النفط

والغاز حيث الابار والمناجم و احتيطيات الغاز ومناجم المعادن

كنا لانشتري التبريد ومتعلقاته من الالات وأدوات واصبح لازما علينا شراءها ولواحقها كذلك

كنا لانشتري الدفء ومتعلقاته كالاغطية والمدافيء واصبحنا لا نجد مفرا من ذلك

كنا في القرى والارياف  لانشتري غالبا الحليب ومتعلقاته بل يهبه لنا من للمزارع مالك

كنا لانشتري الذمم من معارفنا وغيرهم  لقضاء حوائجنا واصبح قضاء الحوائج يكلف

المليارات علنا واحيانا بالعملة الصعبة وبالتوسط والتقرب والهدايا والادعية كذلك

أصبحت المحسوبية والمنسوبية من افضل الوسائل للوصول للهدف المراد

كنا لانشتري التمور من غيرنا حيث كانت التمور وشتل النخيل ولازال مضربا للامثال في البلاد

وتغنى بها الادباء والشعراء وصارت النخلة من الرموز الوطنيةللعباد

كنا نصنع من متعلقات النخيل كل شيء ولسد متطلباتنا اليوميةوكذلك لقضاء حوائجنا

حتى الطاقة والعلف الحيواني والقناطر والاسرة والكراسي والمراوح كلها متوفرة لرجالنا ونسائنا

كل هذا وغيره يصنع من ملحقات النخلة واصبحنا نستورد كل ذلك من جيراننا واصدقائنا

كان الجار سندا وعونا واخا لجاره: يؤويه ان احتاج ويطعمه ان جاع ويرويه ان عطش

ويقرضه ان كثرت ديونه ويحميه بكل ما يملك ومن كل الاخطار ومن عدوه اذا بطش

المال كان عندنا ليس وسيلة لتحقيق غاية بل الغاية يحققها طيب الناس والرغبة في الحماية من الدغش

كان كل ذلك عملتنا الصعبة وجسور العبور الى الأمان وراحة البال والمشاركة في الافراح والاحزان

كان رئيسنا يزورنا دون حماية امنية وسيارات مصفحة وطائرات مروحية واستخبارات

واستطلاعات وجيوش من الحمايات بحيث زياراته هذه لاتكلف الدولة مليما واحدا من المليمات

كان كل شيء تقريبا ضمن اطار إمكانات المرء العادي او اقل بكثير

كنا وكنا وكنا ……………………………………..اصبحنا واصبحنا واصبحنا

هكذا كنا  نسمع ما يتداوله الناس في احاديثهم اليومية

احبابي ما الذي وقع؟ …………………………خبروني يا جماعة بالله عليكم

هذا ليس حنين الى الماضي ولكن استغراب انساني لهذا الانتقال الكبير والمفاجيء من حالة الى حالة

وتدهور اجتماعي وبيئي  في فضاء زمني قصير واضطراب في العلاقات الاجتماعية وفجوة عملاقة في

نمط العلاقات الإنسانية من سيء في زمن ما  الى اسوء في زمن تالي.

سلوا الخبراء عن دورات الزمن فسيقولون  لكم ما الذي حدث ويحدث؟  مؤكدا جاباتهم ستكون :

هذه دورة من دورات الزمن تتسارع فيها الاحداث عندما تتوالى الاضطرابات وتتعاظم وتزداد الكوارث ا

كالكوارث الطبيعية وكوارث من صنع الانسان وخاصة الحروب. فقد شهدت الفيتنا هذه على سبيل المثال

حروب لاحتلالات في العراق وأفغانستان وضرب التسونامي اسيا وخرب اقتصاداتها الناشئة والقوية  

وتفشت الاوبئة مثل انفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير وجنون البقر وكان اكثرها فتكا

الكورونا كوفيد 19 في جميع دول العالم  وحدثت زلازل وانزلاقات وفيضانات  

في تقريبا كل القارات ونشبت أنواع من الحرائق كحرائق الاحراش في الغابات

اما الحروب المدمرة الأخرى  فحدث ولا حرج كحرب إسرائيل الظالمة  ضد أهالي غزة مدمرة البشر والبنايات

والحرب بين روسيا واوكرانيا  ناهيك عن الصراعات الداخلية  والخارجية وغيرها من الصراعات

بين الحكومات وجيوش المعارضة المسلحة وتدخلات الجيران والدول الكبرى وحلول كل هذه الآفات

وسيقولون  لكم :  لكن هذا ليس كل شيء هناك في المقابل ….. هناك تطور وتقدم في مجالات الأخرى

وخاصة في مجالي التكنولوجيا والاعلام وغيرهما من مجالات العلوم والفنون ولكن هذا الجانب اكثر عتمة

فلا تقولوا:  ما الذي حدث؟  فقد حدث الكثير: فقد حدث الكثير واصبح لدينا من المشاكل ما هو وفير

وما على المجتمع الدولي الا العيش في حالة ندرة وغلاء و نفير

ومع ذلك لا تيأسوا فقد يكون الخير قادم والرب للشر عادم