18 ديسمبر، 2024 12:15 م

كلُّ قبرٍ لهم رسمناهُ مهراً

كلُّ قبرٍ لهم رسمناهُ مهراً

كم عبدنا تأريخَنا المُسْتَضاما

كانَ موتاً بغيرِ معنىً دَواما

لا تَقُلْ كانَ موتُنا عبقريّاً

إنَّ محضَ الغباءِ كانَ الحِماما

لم نعش مطلقاً حياةً ولكن

نحنُ عشنا الحياةَ موتاً زُؤاما

وَلَدَتْنا منَ الحصى أمَّهاتٌ

كنَّ لا شكَّ من دموعٍ رُخاما

كنَّ يبكينَ ليسَ حزناً علينا

كنَّ يبكينَ هكذا إيهاما

ليراهنَّ ربُّهنَّ فيحنو

إذ يراهنَّ في البكاءِ أيامى

ويرى الصبيةَ الصغارَ تعالى

صوتُهُم فرطَ ما أهينوا يَتامى

لم يكونوا حقيقةً بل خيالاً

صبيةً إذ بَدَوا لَهُ أقزاما

وبدوا في الحروبِ لكن كنملٍ

عاجزٍ في الصراعِ جيشاً لهاما

يقذفونَ الرماحَ ترتدُّ فيهم

هكذا جلُّهُم يموتُ اختراما

كلُّ قبرٍ لهم رسمناهُ مهراً

وبَدا في الخيالِ قبراً حُساما