18 ديسمبر، 2024 2:01 م

كلا للتجنيد الاجباري نعم للتوظيف الالزامي

كلا للتجنيد الاجباري نعم للتوظيف الالزامي

يقول المتابعين للشأن العسكري العالمي والخبراء انه ومنذ بداية القرن الحادي والعشرين ألغت سبع عشرة دولة (17) في قارة أوروبا التجنيد الإجباري أو قامت بتعليقه وفيما لا تزال ستة (6) بلدان أعضاء في الإتحاد الأوروبي فقط متمسكة بإلزامية الخدمة العسكرية فيما تمتاز ثلثا بلدان القارة الثلاثة والأربعين بجيوش محترفة ونظامية ومتفوقه تكتيكيا وعالميا .

اغلب جيوش العالم لم تعد مهمتها الدفاع عن بلدانها في ظل التطور التكنولوجي وصناعة الاسلحة الذكية فباتت تتجه تلك الجيوش والتي تعتمد على نظام التطوع في صفوفها على القيام بمهام أمنية لحماية المؤسسات العامة الحيوية ومقار السفارات وغيرها من مفاصل الدولة والحياة العامة بالإضافة إلى ذلك اعتمدت فترات أقصر لخدمة عسكرية مراعاة للجانب الانساني وحرية الفرد في تقرير مصيره وعمله ونمط حياته الفردية فجعل الحرية الفردية القيمة السياسية الرئيسية في جوهرها وتبوّؤها مكانة فوق المصلحة الجماعية هو الهدف الصحيح والاسمى لاي بلد يسعى لان يتطور ويعمل وفق رؤى منطقيه .

ظاهرة عسكرة الشعب العراقي يميل لها الكثيرون دون تمعن او تفكر او حتى تحكيم العقل والمنطق بل يذهب الكثير من شرائح المجتمع الى استخدام مصطلحات والفاظ لا تمت لموضوع التجنيد الاجباري باي صله وانما تنبع من نفسيات مريضه وحاقدة وربما طائفية .

شهد العراق في ظل وجود نظام التجنيد الاجباري على مدى عقود من الزمن شتى انواع الاعمال الاجرامية والتخريبية والقمعية وكانت اغلب العمليات العسكرية هي ضد المواطن وحريته وتعدت ذلك الى ضرب المقدسات والاعتداء على المواطنين العزل في جنوب العراق وشماله وخاصة في الاهوار وحلبجة والانفال وغيرها فلم يسلم من قمع افراد الجيش في زمن النظام الصدامي القمعي وبطشه اي مواطن حيث ذاق الشعب العراقي الامرين في سنين التجنيد الاجباري وبقي ولا زال متوجس من القوانين الاجباري وهذا حق من حقوقه لان اي عملية اجبارية هي بمثابه مصادرة لحقوق الانسان وخلاف القانون والدستور .

في عراقنا الجديد الديمقراطي تشكيلات عسكرية متعددة ومتنوعة ومدربه تدريب مهني ولها صولات وجولات في ادارة المعارك والعمليات العسكرية وخاصة في فترة ظهور تنظيم داعش الارهابي حيث دافع عن ارض الوطن دفاع مستميت واعطى الدماء الزكية في هذا المجال وحرر العراق ارضا وسماءا كما وصلت اعداد هذه التشكيلات والتي يضاف اليها حشدنا الشعبي المقدس الى مايقارب المليون عنصر امني وعسكري وهذا العدد مقبول ويفي بالغرض الاسمى وهو الدفاع عن العراق فلا يوجد اي حاجة عقلائية لجذب المزيد من الجنود وضمهم الى الجيش تحت عنوان التجنيد الاجباري وان الدعوة لطرح هذا الموضوع هو امر خبيث ومقصود والدليل ان الحكومة العراقية دائما وعلى طول الخط تتباكى من عدم وجود مبالغ مالية تغطي كلفة هكذا موضوع وهو التجنيد الاجباري وما تتبعه من مصاريف تحتاج لمبالغ طائلة حسب المختصين كما ان الجميع يعلم بان البلد تنقصه مشاريع عمرانية وصناعية واقتصادية ولا تزال جل مصانعه ومعاملة معطلة وهي اولى بزخم العنصر البشري .

يجب على كل الخيرين والعقلاء الدعوة الى اكمال ميناء الفاو العملاق والذي سوف يوفر مايقارب المليوني يد عاملة وانشاء المطارات وسكك الحديد وشركات التصنيع وغيرها وضرورة فتح وادامة المصانع والمعامل وتوفير فرص عمل وتوظيف للطاقات الشبابية لاعمار البلد وتطويره حتى يكون بمصافي الدول المتقدمة وليس العكس فكفانا جيوش وعسكرة للشعب ودماء وسلاح شباب العراق بحاجة الى فتح مجالات التطور العلمي والتعليمي واكمال دراستهم وتوفير فرص تعيين الخريجين ذوي الاختصاص والقضاء على البطالة لا يتم من خلال العسكره فقط بل في فتح مجالات مدنية تليق بشبابنا وبخيرات البلد التي يفتقر لها العديد من دول العالم .

لم يكن يوم من الايام التجنيد الاجباري حل لمشكلة انما لتفاقمها اكثر واكثر فاي حل والعوائل العراقية تعيش مستوى معيشي هابط وبائس واي حل يجده التجنيد في ظل ظروف اقتصادية صعبه لعامة افراد المجتمع ولماذا الكيل بمكالين فبدل ان تدفع الحكومة لافراد الجيش الاجباري رواتب مالية كبيرة وتزين لهم ضرورة الانخراط فيه وجب عليها ان تدفع هذه الاموال لهم على شكل دعم مشاريع اقتصادية صغيرة حتى تكون الفائدة اقوى وانمى واكثر انتاجية .

ان التركيز على موضوع التجنيد الاجباري انما هو في حقيقته دعوة لعودة زمن الانقلابات العسكرية وارجاع لضباط البعث الصدامي الكافر والذين تلطخت ايديهم بدماء الابرياء من ابناء الشعب العراقي وهي دعوة ايظا للمزيد من الهاء المجتمع والشباب ومحاولة زجهم في اتون المؤامرات الطائفية وتسليط العناصر ذات النفس الطائفي على الاغلبية وهذه سياسة اعتمد عليها النظام الصدامي المجرم لاذلاء طبقة كبيرة وخيره من شرائح المجتمع وطوائفه وبحجج وذرائع شتى .

من يحاول خلط الاوراق ودس السم بالعسل والتهجم على شبابنا تحت ذريعة تقويمهم من خلال التجنيد الاجباري فهذا عرف القليل وغاب عنه الكثير فشبابنا مؤمن مضحي ورجولي وبطولي وله مواقف جهادية كبيرة وترفع الراس ولولى شبابنا ودماءهم الزكية وبطولاتهم الفذه لما تحرر الوطن من دنس الارهاب فهو اول من لبى نداء المرجعية الدينية العليا وهو اول من شارك بالدفاع عن الارض والعرض ايام الفتوى المباركة ولا يزال يضحي ويجاهد ودون اي منه وفي اوقات وظروف امنيه صعبه عندما تطوع ذاتيا ودون اي قانون اجباري.