تباغت الكل في دار القضاء المزدحم . بهذا النداء : على الجميع في هذا المكان، التخلي عن السراويل الداخلية . خلال ساعة من هذا الوقت وإلاّ….
الوجوهُ تتصفح الوجوهَ المقابلة. من أين يدخل هذا الصوتُ الآلي الكاتم الذي يهمس في كل المسامع.!! لا أحد يرى المتكلم ؟ لكن الكل تصنّم في مكانهِ. أصفرت الوجوه. الموبايلات صارت خارج التغطية. ثم هبط حاجز لا مرئي فصلَ النساء عن الرجال. تكاثر هبوط الحواجز. ثم أصبح لكل شخص حاجزاً خاصاً.. عاودَ الصوت منسكبا هامسا في المسامع جميعها. لا تخافوا سأجعل الضوء خافتا. وكل مَن يخلع ُسروالهُ الداخلي، سيُرفع عنه الحاجز آلياً ويغادر المكان سالماً. أو يواصل عملهُ الذي انقطع خلال هذه الساعة
بعضهم غادر المكان مبتسما
بعضهم غادر متذمراً
بعضهم يفرك الراحتين
نسوة يتبادلن الابتسامات
نسوة يعضّنَ سبابتهن
شاب يفرقع أصابعهُ
شابٌ يتوعد ويحشّد آخرين قرب بوابة دار القضاء
يرد عليه رجلٌ عجوز: ولدي تتوعد مَن؟ مَن منا رأى الشخص الذي هددنا؟ هل سمعنا صوتهُ عاليا؟ علينا أن نتساءل مَن هو؟
ولماذا اختار هذا المكان ليفعل فعلته وبهذه الطريقة، يتمازج فيها المستور والمفضوح. جردنا … نعم جردنا وفي الوقت نفسه خصص لكل منا حيزاً للخلع..
يتركه ُ الرجل نحو سيارة أجرة واقفة. يركبها ويمضي، وهو يطل من نافذتها على محامية، تثبت بصرها على نقطة ٍ لم يستطع رؤيتها فيما السيارة تبتعد..