22 نوفمبر، 2024 5:21 م
Search
Close this search box.

“كلام كالعسل وفعل كالأسل”!!

“كلام كالعسل وفعل كالأسل”!!

الأسل: كل ما رقّ وحدّ من الحديد من سيف أو سكين أو سنان , الرمح والنَّبل
عبارة تنطبق على ما يدور في واقع بعض المجتمعات التي يترنم المتسلطون عليها بالكلام المعسول وقعلهم طعن في الصدور , وإجهاز على الحضور.
والتناقض بين القول والعمل ظاهرة متعارف عليها في المجتمعات المنكوبة بقادتها , والبعض يسميها نفاقا , أو غير ذلك , لكنها من نوازع النفس الأمّارة بالسوء ونشاطات العقل , الذي يعبر عن قدرات الخداع والتضليل , والنيل من الآخرين بالخطاب المراوغ المشين.
ويبرز بممارسة وترجمة السلوك الغاشم العديد من الممتطين للمنابر , وهم يحثون الناس بأقوالهم على ما لا يفعلونه بأعمالهم , فيريدونهم إتباع ما يقولون لا ما يفعلون.
وهذا الأسلوب التواصلي مبعث الفساد والتدمير الذاتي والموضوعي , وإشاعة الريبة والشك بين الناس وخصوصا في ميادين السلطة والمناصب السياسية , الداعية لمزيد من الخراب والدمار والسرقات الفتاكة.
وكما قال أبو الأسود الدؤلي: ” لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم …ولا سراة إذا جهالهم سادوا”!!
سراة كل شيئ: أعلاه , وتأتي بمعنى قادة.
الكلام يجب أن يخبرنا عن إتمام عمل وإنجاز هدف , لا أن بعللنا بالأوهام , ويسقينا من السراب .
والمشكلة المعاصرة الكبرى , أن الكذب ساد والصدق تحت الرماد , ولكي تضلل وتكيد عليك بالكذب المعاد , فسيتحول إلى صدق ويكون للأحرار بالمرصاد , فالغاية أن تتمرس بمهارات صناعة القطيع الراتع الخانع في حظائر الويلات.
فاطعمني عسلا واغرز في صدري أسلا.
وتلك إرادة المفترسين , وأعوانهم المبرمجين , المغفلين.

أحدث المقالات