تحية لحكومة اقليم كردستان العراق ….. لا رواتب لا حوافز لا اجر الساعات الاضافية ….. النتيجة انا موظف حكومي مفلس
يومياتي كموظف حكومي مليئة بالملل والتعاسة وفقدان التركيز واليأس فمنذ ظهور ازمة تأخر دفع رواتب موظفي حكومة اقليم كردستان وانا اعيش حالة من الانهيار الروحي والنفسي والعقلي لأنني كموظف حكومي اعتمد كليا على راتبي وحوافزي الشهرية وساعاتي الاضافية في اعالة اسرتي الى جانب زوجتي التي تعيش نفس الحالة وبكل تفاصيلها لأنها موظفة مثلي …..
فقبل ظهور ازمة الرواتب كنت مثال حي للموظف النشيط والكفوء والمنظم وكنت من الاوائل الذين يصلون لعمله ويجلس على مكتبه ويخدم الغفير وصولا الى الوزير…..
ولكن اليوم يختلف الامر فلقد تعبت وبدأت افقد اعصابي وتوازني وقدرتي على الاستجابة لمتطلبات العمل لأنني ارى انني كموظف حكومي اصبحت بلا قيمة ومن كافة الجوانب وبدأت اعاني من الافلاس ماديا وروحيا ومعنويا …..
فراتبي يتأخر في الدفع ويتجاوز التأخير الشهر الواحد بأيام طويلة تصل للشهر الثاني
وحوافزي الشهرية مقطوعة منذ بداية السنة الحالية
وساعاتي الاضافية مقطوعة منذ بداية السنة
بل حتى المكافأت انقطعت
لذا قررت ان اقوم بتبديل الاستراتيجية التي نظمت على اساسها شخصيتي كموظف حكومي كفوء الى موظف حكومي تنطبق علي صفات الكسول واللارغبة بالعمل والتأخر عن مواعيد الدوام الرسمي فكل يوم اطلب من الدائرة التي اعمل فيها اجازة بحجة المرض وتارة بحجة ان لي ضيوفا في البيت وتارة بحجة ان زوجتي مريضة وصولا الى انني احيانا اتحجج بأن هنالك عطل في سيارتي وتارة اتحجج بأن سيارتي بلا بنزين …..
لأنني وصلت في المحصلة النهائية الى ان الراتب الشهري والحوافز والساعات الاضافية هي التي تتحكم بشخصيتي كموظف حكومي فبدونهم لا استطيع ان اوفر متطلبات وحاجيات اسرتي اذن في هذه الحالة ستنهار معنوياتي واذا ما انهارت معنوياتي فمعنى هذا انه ليس لي القدرة ان اعمل بكفاءة ونشاط في العمل …..
لذا لست ملزما ان اعود لشخصيتي الاساسية كموظف حكومي ناجح في ظل هذه الظروف والمعطيات لأنني افتقد لأهم ركن من اركان الوظيفة الا وهي الاجر الشهري الذي اتقاضاه اضافة الى اجور اخرى كحوافزي وساعاتي الاضافية في العمل …..
ولقد طبقت هذه الاستراتيجية على امور اخرى فلقد قررت عدم دفع فاتورة الكهرباء والماء بل حتى غرامات السيارة لأنه بدون توفر المال الكافي لدي كموظف وينطبق الحال على زوجتي الموظفة كيف بي ان ادفع هذه الفواتير وانا مفلس وليس في جيبي سوى ثمن عدة قطع من الخبز …..
ولكن هنالك 3 طرق لحل هذه المعضلة لكي اعيل عائلتي وادفع فواتير الكهرباء والماء وغرامات السيارة وهي كالأتي
اما ان ابيع سيارتي بالتقسيط المريح لكي البي متطلبات عائلتي وبيتي
او ابيع اثاث ومحتويات بيتي في سوق الخردة لكي اؤمن لقمة العيش لأبنائي مثلا اليوم ابيع التلفاز وغدا ابيع المكيف الهوائي وبعده كتبي ومجلاتي وبعده كلاشينكوفي وبعده مسدسي
او اقوم بتأجير بيتي لشركة تجارية او لأحدى العوائل النازحة من المناطق المشتعلة بالحروب والكوارث وبهذا الاجر يمكنني ان اشتري خيمة واضعها على باب بيتي لكي تأويني انا وزوجتي واولادي وما يبقى من الاجر اشتري به الخبز لي ولعائلتي واذا ما بقي قليل من المال سأشتري سجائر وقنينة ويسكي لكي اشرب نخب الحضارة والانسانية والكبرياء …..
لذا اترك الخيار للقراء لكي يساعدونني في حل هذه المشكلة واختيار ما هو مناسب لي ولعائلتي للخروج من حالة الافلاس المادي والمعنوي