مازال شهر نيسان ومنذ القرون الوسطى؛ غرضاً للمجانين وضعفاء العقول، إذ يطلق لهم العنان فيه، فتنطق ألسنتهم بالإشاعات الكاذبة، حتى جعلوا لهم فيه عيداً يسمى “عيد جميع المجانين”!
من الغريب بمكان أن شهر نيسان، أصبح مباحاً فيه الكذب لدى جميع شعوب العالم، سوى “اسبانيا وألمانيا” بلدا الفاشية والنازية! حيث أصبح المجانين حكاماً، وفي العراق تأسس حزب البعث في نيسان، وولد الطاغية صدام في نيسان، مصادفة غريبة حقاً!
أما في رومانيا فقد نشرت إحدى الصحف خبراً كاذباً، تحدث عن سقوط سقف إحدى محطات المترو في العاصمة، وأدى الى قتل العشرات من الناس وإصابة المئات! وقد سبب هذا الخبر هلعاً شديداً لدى الشعب الروماني، وكاد رئيس تحرير الصحيفة أن يتعرض للمسائلة القانونية، لولا أنه تدارك الأمر، بقوله: إنها كانت كذبة أبريل! ومنذ ذلك اليوم دأبت الصحيفة على نشر خبر مماثل في أبريل من كل عام.
ومن أشهر الأكاذيب ما جرى في مطلع أبريل عام 1860م، إذ وزعت في بريد لندن بطاقات مختومة بأختام مزورة، كتب داخلها دعوة إلى مشاهدة الحفلة السنوية “لغسل الأسود البيض” في برج لندن، وآنذاك سارع الناس إلى برج لندن، لمشاهدة الحفلة المزعومة.
في جانب آخر حدثت من المآسي بسبب كذبة نيسان الشيء الكثير، حيث أشتعلت النيران في مطبخ إحدى السيدات الإنجليزيات في لندن، فخرجت تطلب النجدة ولم يحضر لنجدتها أحد، إذ كان ذلك اليوم الأول من أبريل.
كذبتا مقتل عزت الدوري وإستشهاد 140 من أبناء القوات المسلحة في الرمادي، كانتا أكبر كذبتين شهدهما شهر نيسان الحالي، فمنذ سقوط البعث في نيسان عام 2003 مازال البعث متنفذاً في كثير من مفاصل وأروقة الدولة العراقية، واليوم نجد أن ثمة جهات سياسية مأزومة تستغل شهر نيسان لترويج أكاذيب سخيفة، على غرار المجانين وضعفاء العقول وأزلام البعث!