23 ديسمبر، 2024 4:20 ص

كالقابض على الجمر

كالقابض على الجمر

ربما كنت في يوم من الايام اجهل او بالاحرى استسهل بعض المفردات والمعان التي جاءت بها كتب الاحاديث والروايات المعتبرة منقولة ومتواترة عن نبينا محمد ( ص واله ) او عن اهل بيته ( ع) والتي تتحدث بعضها عن ما سوف تؤول اليه الاحداث العامة في بقاع الارض ومنها بلاد المسلمين والعرب وما يرافقها من فتن وتحولات وتغيرات سياسية واجتماعية ودينية وفكرية وثقافية وغيرها من مجالات الحياة العامة .

كنت ارى في بعضها وحسب فهمي القاصر والانسان بطبيعة الحال لا يتعدى فهمه شيء من التهويل والتضخيم والمبالغة وذلك لعدة اسباب منها ان وصفها العام للاحداث ربما يكون صعب مستصعب ونحن نعيش في مجتمعات متطورة ثقافيا وفكريا فلا يمكن ان يكون له وجود على ارض الواقع في وقت ما والسبب الاخر ان مفردات هذه الروايات والاحاديث كنت اراها مجازيه ولمجرد تقريب الفكرة او الصورة لتتضح معالمها عند المفسرين واصحاب الشأن الديني او لمجرد الوصول الى تفسير عقائدي معين .

ومن هذه الاحاديث التي قرأتها في الماضي واستوقفتني في الحاضر هو ما ورد عن النبي محمد ( ص واله ) حيث قال ( يَأْتِي على النَّاسِ زَمَان القَابِض على دينِهِ كالقَابِض على الجَمر) تسائلت في وقت معين ولاكثر من مرة بيني وبين نفسي هل من الممكن ان يكون ذلك !!؟؟
وهل تصل بنا المواصيل الى هذا الحد ان يكون في وقت من الاوقات صعب على الانسان ان يحافظ على دينه بطريقة ( كالقابض على جمر ) !! أيعقل ذلك كيف يكون ونحن في بلدان مسلمة تتعامل بالمفاهيم الاسلامية والشرائع السماوية والعادات الاجتماعية المتزنه والمحافظة وعبر اجيال واجيال .

لكنني وبعد ان شاهدت وضعنا الحالي وما افرزته التأثيرات السلبية وفي شتى المجالات وكافة الصعد ومنها التأثيرات الاعلامية والثقافية والادبية والحزبية والقبلية والفردية ايقنت ان الموضوع فعلا هو قبض على الجمر وبكل المقاييس الموضوعية فقد تجلى للعلن وواضحا كوضوح الشمس ما قصدت هذه الجملة تحديدا وما تنبأ به رسولنا الكريم محمد ( ص واله ) .

مع المغريات الدنيوية الحالية ومع التطور الاعلامي والالكتروني وسوء استخدامه وفضفاضية حرية الفرد وما نشهده من تحولات في مفاهيم وتقاليد المجتمع وما يمر به من فتن واشاعات وفبركة لكل ما هو صحيح ومنطقي وهجمات اعلامية شيطانية مدعومة من دول الارهاب والتكفير وتدليس وتظليل للرأي العام وقلب للحقائق واستغلال لعقول الجهلة ندرك انه ليس من السهولة ان يحافظ الانسان على دينه .

ان ما يقوم به الاعلام المعادي من حرب على الدين والمذهب وعلى كل ماهو وطني وديني وما يشنه من انتقادات وتلفيق وادعاءات كاذبة بمساعدة وتنفيذ من الصفحات الالكترونية في مواقع التواصل الاجتماعي وبيجات المدونين العلمانيين والبعثيين وعملاء السعودية وابناء السفارة والجوكرية وبدعم من دول الارهاب ليس بالشيء الهين او الموضوع العادي والبسيط فهو امر مرسوم ومخطط له في الغرف المظلمة لقادة الكفر والارهاب الثالوث المشؤوم امريكا وبريطانيا واسرائيل فكل ما جرى ويجري هو بسببهم لانهم يبحثون عن تسقيط المجتمعات وبأي صورة من الصور وأبعادهم عن دينهم الحق ومفاهيمه السمحاء ومحاربة مذهب أمير المؤمنين علي بن ابي طالب ( ع) لانهم يعلمون وعلى يقين تام انه طريق الحق والنجاة والانسانية والقيم النبيلة لذلك يحاربونه بكل ما لديهم من قوة فيصبح حينئذ الانسان المسلم الغيور على دينه ومذهبه في وضع صعب جدا امام كل ما تقدم ذكره فيكون فعلا كالقابض على الجمر لانه يشعر بان المسؤولية الملقاة على عاتقه ليست بالسهلة وهو يجابه هذا الكم الهائل من العدوان لاسيما مع قلة الامكانيات والقاعدة الشعبية والدعم قياسا بما يعطى ويتلقاه العدو وعناصره من دعم مطلق ومفتوح .

كل ما نراه الان من حرب اعلامية على رموزنا الدينية والوطنية والجهادية وكل ما نقرأ من تسقيط وتلفيق وكذب وفبركة بحق معتقداتنا وقادتنا هو يصب في محور الشر المطلق لمحاربة الخير المطلق وهو بالتالي سبب وعنصر كبير يجعل من الانسان المسلم في حرب مستمرة وضروس لمجابهة الشيطان واعوانه للحفاظ على دينه ومعتقده وما يؤمن به من حق وخير وصواب واتباع عن دراية ومعرفة .

جبهة الباطل المعادي المتمثلة بامريكا وحلفاءها في المنطقة وما تبثه وتخطط له في ضرب البنى الدينية والاجتماعية والعقائدية للشعوب المسلمة وبدعم اعلامي ومالي كبير ومتعدد منها لعناصرها البغثية الجوكرية يجب ان يجابه بنفس ذات القوة والحزم والدعم للقوى الخيرة المؤمنة لتكون بمثابة حائط الصد لكل المؤامرات والمخططات الشيطانية من اجل الحفاظ على سلامة الانسان في نفسه ودينه ومساعدته في خوضه الحرب النفسية والفكرية والاعلامية والثقافية التي اثرت تأثيرا سلبيا كبيرا على واقع المجتمع بسبب ضعف المؤسسات الدينية والاجتماعية والثقافية والاعلامية امام ماكنة امريكا والبعث الكافر وعملائه الجوكرية ابناء السفارة كما ويجب تفعيل اي قانون يصب في مصلحة صد الهجمة الاعلامية الامريكية الشرسة ومنها تفعيل قانون حظر حزب البعث والترويج له لانه سبب من اسباب اشاعة التفسخ المجتمعي وانحطاط الفرد واخلاقه وبث سموم الفكر العلماني المنحط وافكار البعث هي افكار هدامه لضرب الدين والمذهب وتتقلب مع تقلب الظروف والاوضاع السياسية لانها بلا مبادىء وقيم وهذا ما حذرنا منه ولا زلنا نحذر فعلى الغيورين والواعين من طبقات المجتمع التصدي لكل فكرة او خطة يراد منها ضرب ديننا ومعتقداتنا وقيمنا النبيلة العرفية والاجتماعية وفي شتى المجالات .