23 ديسمبر، 2024 9:31 ص

قهقهة النصر والكبرياء ……. بعض مشاهد فوضى يومياتي

قهقهة النصر والكبرياء ……. بعض مشاهد فوضى يومياتي

دائما تأتيني التهنئة من الغرباء ولا تأتيني من الاقرباء والمعارف والاصدقاء فعندما احصل على شهادة تكريمية او جائزة من مؤسسة ثقافية فكرية ادبية او احصل على مكانة مرموقة كشاعر وكاتب في صفحات جريدة ما اتوقف قليلا واتابع الموقف واتقمص شخصية المتفرج فلا اكتب ولا احمل القلم وانتظر ما سيحمل لي هذا المشهد ……
في النهاية تصلني التهاني والتبريكات تباعا من الغرباء والقصد هنا الشعراء والكتاب والمثقفين والحاملين لفكر الثقافة من قراء كتاباتي الذين يبعدون عني الاف الاميال في ذات الوقت يكتفي من يعرفوني والقصد هنا الاقرباء والاصدقاء والمعارف بالقفز فوق ما حققته من هدف ابداعي او نصر ثقافي لقلمي …….

وهذا يدل على اشياء ومعاني كثيرة اضع تحتها مائة خط احمر ……
تنتابني حينها قهقهة مليئة بالفخر والكبرياء ……
فطوبى للغرباء ……   2
بعض الشعراء والكتاب تحولوا الى تجار لدور النشر فتراهم يكتبون بقلم مصنوع من الجمر ويهللون بقصائدهم في أفق العشق والانسان لكن ……
ما إن اقترب منهم اكشف المستور تظهر شخصياتهم الحقيقية ففي بادىء الامر يمدون يد المساعدة بالكلام الجميل في طبع ديوان شعري او مجموعة قصصية في دار نشر لكن ما إن ارتفع سقف الكلام ما بين التصميم والاخراج الفني تراه يباغت المرء بسؤال عن الكلفة المادية ……
هنا يجن جنوني وافقد اعصابي وما إن افقدها احرق الاخضر واليابس فهذه احدى عاداتي الايجابية للتعامل مع بعض انواع البشر الذين يحاولون استغلال المبدع اما لطيبته او لثراءه المالي او لاصراره على طبع كتاب ففي الوقت الذي يرسل المبدع مخطوطه الى دار نشر هي في الاصل تطبع نتاج المبدعين على كلفتها ويكون للمبدع حصة في المبيعات ترى بعضا من هؤلاء التجار من الشعراء والكتاب يهرعون لهذه الدار ويقلبون موازين سياستها تجاه نشر نتاجات المبدعين فترسل الدار رسالة الى المبدع الذي ارسل مخطوطه لها تقول فيه بعد التحية وديباجة طويلة من عبارات الاسف والاعتذار مع تكرار عبارات الاستاذ الشاعر المبدع الكاتب الرائع والاديب الشامل …… من خلال البحث وجدنا إن سوق الكتب الادبية راكدة ولا طلب عليها من القراء
لكن يمكننا طبع مخطوطك بشرط إن تتحمل كلفتها كاملة …….
 هنا تنتابني قهقهة مليئة بالكبرياء والنصر …….
فطوبى للشعراء والكتاب الذين يحملون القيم والمبادىء ……
 3 على مر التأريخ لم يحصل مبدع ما على جائزة مالية كبيرة سوى من وصل الى اخر مراحل الشهرة والنجومية في عالم الابداع وهؤلاء قليلون مقارنة بمن يسلك ذات المسار او الطريق في عالم الادب والفكر والثقافة والفلسفة ……فهنالك من يعتقد من المثقفين ومن القراء العاديين إن حصول المبدع على شهادة او جائزة تكريمية لا قيمة له فهم يعتبرونها ورقة مثلها مثل ورق التواليت الفرق بينهم إن الاولى فيها بعض الكلمات والثانية بيضاء لا تحتوي سوى على ملمس ناعم ……..هنا ارى إن هذا الكلام يدخل ضمن سياق الرأي والرأي الاخر لكن ……..
الكارثة الكبرى إن يقول احدهم للمبدع فور حصوله على شهادة او جائزة تكريمية هل الجائزة مالية وكم هو المبلغ ويتفنن بالاسئلة صعودا ونزولا حول المال وينسى القضية الاساسية الا وهي هذه الورقة المتميزة التي تعبر عن عمق التقدير والاحترام لفكر وقلم وذات المبدع حول نتاجه ……
السؤال هنا …….
نزار قباني ومحمود درويش وسميح القاسم والعشرات من الشعراء والكتاب حصلوا على مبالغ نقدية قبل حصولهم على شهادات وجوائز تكريمية …….
هل يأتي المال اولا ام التكريم المعنوي الرمزي الخالد …….
الجواب هو إن المال يأتي بعد إن يجتاز المبدع مراحل طويلة في عالم الابداع وان يصل الى مرحلة من الشهرة والنجومية معينة حينها يمكن الحديث عن المال ……
فمن المستحيل إن يكون شاعر او كاتب في مراحل الصعود الاولى لمنصة الابداع قد حصل على مبلغ مالي كبير قبل حصوله على شهادة تكريمية
مثال على ذلك …….
هل يعقل إن يكون نزار قباني في مراحله الاولى من كتابة الشعر عندما كان شابا قد حصل على عشرة الاف دولار لمجرد انه كتب قصيدة قالت لي السمراء ام انه كافح وناضل الى إن حصل على شهادات تكريمية ومن بعدها حصل على مكافأت مالية …….اي جهل وغباء يعيشه البعض فهم لا يركزون على قيمة الشهادة او الجائزة التكريمية بقوتها الفكرية والفلسفية وبدلا من ذلك يركزون على المال ……
فهم يعتقدون إن هذه الجائزة التكريمية لا قيمة لها بدون صك مصرفي موقع من المؤسسة الثقافية معنونة بأسم المبدع …….هنا تنتابني قهقهة النصر والكبرياء ……..
فطوبى لمن يحترم ويقدر الاقلام المبدعة ويهديها شهادات وجوائز تكريمية4
  من الاشياء الطريفة والغريبة التي تحصل معي كثرة وصول طلبات الصداقة لي من بينها شعراء وكتاب ومثقفين واناس اعرفهم ومهتمين بالشأن الفكري والادبي ومنهم الجنس اللطيف ……
ما يشدني هنا للكتابة هو الجنس اللطيف ……
فمعظم ما تصلني من طلبات الصداقة من هذا النوع البشري الرائع الناعم المتميز بصفات ساحرة لا يملكها الرجل هو إن ما يصلني عبارة عن طلبات صداقة بأسماء مستعارة وغريبة الاطوار وما إن اضغط على الصفحة المرسلة لي للصداقة ارى فيها قلوبا وصور العشاق وكلمات شعر وتعليقات بسيطة وهامشية لا تتعدى شكرا اي خالية تماما من حوارات ونقاشات وبوستات فكرية وادبية وفلسفية وبدلا منها تكون الصفحة مزركشة بالزهور والعطور …….

هنا اتوقف واضغط على رفض الطلب وفي ذات الوقت اضغط على زر منشور احتيالي كي لا تواصل صاحبة هذه الصفحة ارسال الطلب …….

فالرجل الناضج والشاعر والكاتب الواعي والمثقف يحب المرأة والفتاة الشجاعة الناضجة التي تضع صورتها الحقيقية على واجهة صفحتها وتنشر منشوراتها بقوة عقلها وقلبها وتعلن من خلال موقعها شذرات شخصيتها الحقيقية بعيدا عن الخفاء والهروب فهي من تستطيع إن تكسب صداقة المبدعين وتحادثهم وتحاورهم ومن تقف خلف الكواليس فلترسل طلبات الصداقة لمن يقفون خلف الكواليس ……

هنا تنتابني قهقهة النصر والكبرياء …….

فطوبى للمرأة الشجاعة الناضجة الحقيقية على الفيس البوك …….