التقنبل (التحوّل إلى قنبلة) سلوك يمكن تحقيقه في المجتمعات البشرية أيا كانت , وذلك بإقران الدين بالديمقراطية , أي ربطها بالأحزاب والمجاميع والمذاهب الدينية , وبهذا يتحقق السلوك التقنبلي في أي مجتمع من المجتمعات.
والتأريخ البشري يزدخم بهذه التقنبلات , والتأريخ الأوربي بما قدمه من تفاعلات وحشية يشير لذلك بوضوح.
ويمكن رؤية ذلك بزيارة أي متحف ومعاينة اللوحات المرسومة , أو الذهاب إلى الآثار وما كشفته التنقيبات ودونته الأقلام في الكتب والروايات.
والغرب يعرف جيدا أن الدين والديمقراطية لا يلتقيان , وإنهما عدوان لدودان , وإذا حصل تفاعل بينهما فإنه لغايات سيئة ومشاريع مروعة ومرعبة.
فالاحزاب والحركات الدينية حالات متوحدة متطرفة منغلقة متمترسنة بأتراس عاطفية إنفعالية سميكة , بل أنها تزداد سمكا وتغضنا في أوعية الديمقراطية , وتتسبب بتنافرات وإحتكاكات حامية ومدمرة للمكان الذي تكون فيه.
ومعظم الويلات والمروعات التي حصلت في مسيرة البشرية أساسها الحركات المدّعية بدين , فلا يمكن القيام بالبشائع إلا بإقرانها بقوة عليا أو رميها على أكتاف الرب أيا كان نوعه أو إسمه.
ومنذ بداية الحروب ما بين البشر والرب هو الذي يأمر بها ويقررها ويدفع لإقتراف مآثمها , وهذا جنكيز خان وهولاكو وغيرهما العديد من الذين كانوا يترجمون إرادة ربهم , الذي يأمرهم بما يقترفونه من جرائم ضد الإنسانية , وجميع المجرمين أفرادا وجماعات يقومون بجرائمهم وفقا لمنطلقات دينية ودعاوى بهتانية ينسبونها لإرادة رب به يؤمنون.
ولو أخذنا أي حزب أو مجموعة دينية , لتيبن لنا أنها في غاية الأنانية والإنغلاق والمحدودية والأحادية , والإمعان بالفردية والإحتكارية , والقدرة على الإبداعات التبريرية والتسويغية للجرائم والمفاسد والمساوئ , وبإجتهاد فظيع لآليات أمارة السوء والبغضاء المهيمنة على وجودها ومداركها , فهي التي تحدد كيف ينظرون ويبصرون ويتفاعلون ويقررون.
إن إطلاق الديمقراطية المعممة تعد أكبر جريمة بحق أي مجتمع , فالديمقراطية المعفرة بالدين سلوك إنتقامي إجرامي إظلامي يتميز بفظائع وخطايا مرعبة ومفجعة , وهذا ما يتحقق في بعض المجتمعات التي إنطلت عليها لعبة الديمقراطية والدين , والتي وجدت نفسها في بغتة زمنية أنها تتحدث عن ديمقراطية منتهكة بالأحزاب والمجامبع والفئات بل والعصابات , التي تسمى نفسها دينية وتقدِم على فظائع ضد المجتمع والدين.
إن الديمقراطية لا يمكنها أن تتحقق بلباس ديني , ولا يمكن الجمع بين الديمقراطية والأحزاب الدينية , لأنها لا تعترف ولا تقر بالمبادئ الديمقراطية ولا بحقوق الإنسان , ولا تعترف بأي رأي يخالف رأيها أو لا يتفق ومعتقدها , فهي حركات متطرفة دوغماتية لا تؤمن بالحياة , وإنما شريعتها الموت ومنهجها القتل وسفك الدماء , وهذا قد تحقق في الأديان وعلى مرّ الأزمان.
فالقول بأن المجتمعات ستتحقق فيها حياة ديمقراطية بعباءة دينية , نوع من الهراء والتضليل والإمعان بالتخريب والتدمير الذاتي والموضوعي , وهذا ما تشهده الدول التي توهمت بالدبمقراطية المؤدينة ذات العمائم الملونة.
فالدين دين والديمقراطية صراط خلق رب العالمين!!