“همَّ” , “همّه” , وإنهم السبب , لا غيرهم , هكذا نتحدث ونلوم الغير وننزه أنفسنا , فلكل حالة عندنا قميص.
“همّه المفروص يفعلون كذا وكذا , وهمّه الذين فعلوا ما فعلوا.
ومن هؤلاء؟
إنهم نحنُ , لا غيرنا , وما نعنيه بهُمَّ إشارة إلى نحن.
علينا أن نسقط كلمة همَّ من معجمنا ونستبدلها بنحن!!
فهل نحن أعجاز نخيل خاوية؟
السائد في سلوكنا وكتاباتنا وما يبدر عنا , إسقاطي النفحات والتوجهات , فنخن الأبرياء وهم المذنبون الذين إرتكبوا المظالم بحقنا وسرقوا ثرواتنا.
ولابد من طرح سؤال صريح مفاده هل فزنا بقادة يفكرون بمصالحنا , ويحرصون على تأمين حقوقنا وإعلاء قيمتنا كمواطنين في بلداننا؟
لو تأملنا أنظمة الحكم خصوصا بعد النصف الأول من القرن العشرين , لتبين بأن أصحابها موظفون لدى القوى التي نصبتهم في السلطة , وعليهم تنفيذ الأجندات والإملاءات المطلوبة , وإلا يتم الإطاحة بهم بلعبة الإنقلابات الدموية المعروفة.
فأنظمة الحكم أدوات بيد المالكين الحقيقيين للبلاد والعباد , ومن غنائم المنتصرين في الحرب العالمية الأولى , وتم إعادة توزيعها على الدول القوية بعد الحرب العالمية الثانية , التي تزعمتها دولة الهيمنة المطلقة على مقدرات الشعوب.
فالمشكلة في الآليات التي أمّنت مصالح الآخرين وأهملت مصالح المواطنين , وبتعاون أبناء البلد معهم , فلا يمكن لأية قوة أن تنال من بلد دون تعاون بعض أبنائه معها , وقد تكررت في أحداث التأريخ مرارا.
فالمطلوب العودة إلى أنفسنا والنظر الجاد المخلص لمصالحنا , والعمل بعزيمة رجل واحد لتحقيق ما يساهم في إعلاء قيمتنا ومعاني وجودنا الحر العزيز.
فقل العيب فينا , والأقوياء يأكلون , وعلى الضعفاء أن يتحذّروا!!
د-صادق السامرائي