قصيدة عن الإمام الحسين
تنشر أول مرة. للشاعر الشيوعي. الراحل رشدي العامل
هكذا وصلت لي قصيدة الشاعر رشدي العامل عن الإمام الحسين من خلال الواتساب الخاص بالصديق العزيز الأستاذ (أبو مازن) محمد جواد عبد الجاسم
……………
ها أنا الآن نصفان
نصف يعانق برد الثرى
ونصف يرف على شرفات الرماح
ها أنا والرياح
جسدي تحت لحدي
ورأسي جناح
ها أنا بين رمل الصحارى
ولون السماء
ها أنا في العراء
أنكرتني ضفاف الفرات
فلم الق قطرة ماء
فاقطع الآن من جسدي ما تشاء
سيفل الحديد الوريد
جرب الآن في جسدي ما تريد
ذاك رأسي
على طبق بارد يا يزيد
جرب الآن ما تشتهي هل تعيد
يوم بدر
إذا صهلت في الفيافي الخيول
أم تعمم سفيان
ترضي معاوية والوليد
لجناحي ترف الغصون
وترنو إلي البتول
يقبل ثغري المدى والصحابة
يبكي علي الرسول
فاضرب الآن في جسدي يا يزيد
وزع الآن ما يشترى
وزع الآن من جسدي دمه
لحمه
ثغره
حلم عينيه , فاليوم عيد
غير ان السماوات تبكي
وثغر النبي يقبل ثغر الشهيد
* * *
زينب
وحدها في البراري
تحمل الرأس
رأسي إلى الشام
حتى الرمال
أخرجت ما تضم من الماء
وانسل من جوفها النهر
يدعو تعال
أيها الرأس أسقيك ماءً زلال
* * *
وحدها في البراري
زينبٌ تلثم الرأس
كي تستفيق الصحاري
زينب وحدها
بين رأسي مخضبة والرجال
ذاك ابني
تناوشه في الصحاري الخيول
فاستفيقي إذن يا بتول
أيقظي السيف في كف حيدر
سلي من النوم عين الرسول
* * *
ذاك رأسي تبعثر بين الرؤوس
بين برد السفوح ورمل الصحاري
صارخا بين نوم الحمام وضرب الفؤوس
ويزيد تمطى بحضن الجواري
عاريا مثل صبارة في القفار
وأنا ارتدي الدم احمر كالجلنار
وأغطي جبيني المخضب بالأرجوان
تلك عيني مفتحة
وعيونك مغمضة يا يزيد
هيئ الآن غرسك , فاليوم عيد
* * *
في أعالي الفرات
صعدت للسفوح الظهيرة
مرت بها زينب تحمل الرأس
صامتة في الفلاة
فانحنى النخل
واستيقظ الماء في السعف
أنت صخور الفرات
وخطت على دربها القبرات
* * *
زينب في الفلاة
زينب في أعالي الفرات
مرحبا يا فرات
خانك الماء في الصيف
واستل منك المياه
أنت أغرقت في ساعة الصفر أرواحنا المزهرات
وسطوت علينا
سرقت نواعيرنا المثقلات
مرحبا يا فرات
أيها العاشق الشيخ , خان العهود
حجبت حماماتنا
ثم أطلقت فينا الفهود
فالنجوم مسورة
والصباحات سود
جرب الآن ما تشتهي يا يزيد
جسدي في ثرى كربلاء
ورأسي بعيد
عانقتني السيوف الصفاح
وغزتني الرماح
ومشت فوق ما بعثرتني الخيول
غير ان السيول
حين تأتي
ستجفل من صوتها صهوات الخيول
* * *
تتوهج في جسدي جمرتان
تتفتح في محجري زهرتان
تتمايل فوق الجبين المخضب
تقفو خيوط الدم
في وجنتي
خصلتان
ها هنا عالمان
بين روح تفر من الجسد المطمئن
وجراح تنز
هنا عالمان
عالم خانه ناسه
وثانٍ سيأتي على مهل لم يخني
جرب الآن في جسدي ما تريد
فسأبقى الحسين
وتبقى
إذا ذكر الناس
هذا يزيد
* * *
غادرت نزهة العيد
هذا أوان الحساب
أوقدي الجمر في موقدي يا رباب
ودعي قطرة من دمي تتمشى مع الماء
في قهوة الصبح
عل الفناجين تسقي الشفاه
ولعل الوجوه التي أنكرتني
تغسل أهدابها بالمياه
ولعلي أعود
على غيمة من وعود
بين برق تلألأ في أفقكم والرعود
سيهز الجزيرة صوتي
ويوقظ حتى اللحود
* * *
منذ ألف تقمطني الأمهات
ويرضعنني من حليب الصدور
منذ ألف تكفنني الثاكلات
ويغرسن حولي النذور
منذ ألف يحس الجذور
دمي المستباح
إلى نخلة في أعالي الفرات
منذ ألف أدور . . أدور . . . أدور
وأبقى أدور
مرحبا يا فرات
مرحبا يا فرات