خفايا شهرزاد : في ثريا المجموعة القصصية،إيماءة جندر، تدفع القارىء الذكر لتصفح الكتاب من باب الفضول ولا أقول قراءته، لكن المجموعة من خلال قراءتي عرفت كيف تتصدى لهكذا قارىء يمر مرور اللئام على نصوصنا كلنا
(*)
تقنيا تتوزع ق.ق.ج، بين ضميريّ المتكلم والغائب، وترتكز القصص، على قانون صدمة التلقي، وتتشكل العنونة من طابقيّ : الترقيم/ التموضع المعاكس لعنوان القصص التي تآلفنا معها،. التموضع الجديد للعنوانات : ينسجم مع العنوان كمكمل للنص أو العنوان الذي يكون بمثابة السطر الأول من النص . وتتنوع مستويات القص بين ذروة وسفح وسطح.وهذا التنوع النصي ظاهرة صحية وليس شرا لابد منه .
(*)
تتوقف قراءتي لدى مختارات من النصوص الموائمة لذائقتي :
في القصة رقم 11 نقرأ السطر التالي
(أمسكت إبرة العمل وألقمتها خيط الإبداع وكحل سنين غابرة لترتق نوافذ
# زفير المتطفلين # )
هنا قطرة ُ سرد تتكثف في سطرٍ، يكلفنا تفكيكه، لكن علينا بوجيز القول : الكلام قماش يحتاج إبرة ً والإبرةُ عاطلة ٌ بِلا خيط، لكن ما تحتاجه الخياطة المجازية يختلف عن الخياطة المتعارف عليها، فالخيط هنا هو تجربة الإبداع ودروسها، ولابد من تجربة الحياة، ويجسدها النص في قوله (كحل سنين غابرة) لو أكتفى النص (كحل سنين) لكانت الشحنة فرحانة ً، لكن وجود مفردة (غابرة) تعني لا كحل َ الآن
نلاحظ هنا أن تفكيكنا للنص صار سطوره أكثر من النص ذاته .
(*)
قصة 106
(لا أؤمن بها،أرفض تخاريفها
تسبقني قدماي إليها
أتسمر حين أسمع بعض الحقائق من
# قارئة الفنجان# )
يتكرر الضمير المتصل العائدة للمؤنث : بها / تخاريفها / إليها، لكن التكرار لا يوضح الصورة!! مَن إذن يوضح الصورة؟ يوضح الصورة : عنوان النص الذي يشفط الضمائر المتصلة ثلاثتها، والعنوان أنثوية : قارئة الفنجان . لو اكتفى النص بالترقيم القصصي : قصة 106، لتعطل فهم القصة وانتقلت من الغموض إلى الإغماض. لكن العنوان هو الذي يخلص النص من اضطرابه، والتصادم ليس بين القارى والنص، بل بين المتكلم والقارئة : أتسمرُ حين أسمع بعض الحقائق من
(*)
قصة 120
(قضى عمره يخاف من المجهول ويبكي
وعندما صادفه
# لم يعرفه # )
هنا قوة الصدمة، كلنا لا نعرف المخبوء، لكنه يعرفنا وينتظر توقيته الخاص، والسري، ليتحول من جواني إلى براني، من المجهولية إلى العلن القاسي .
والخوف جعله يكرس عمره للبكاء وليس للتدريب على كيفيات منازلة المجهول
(*)
قصة 55
(أوصدت أبوابها لتتظاهر بالشجاعة
فماتت
# أختناقاً # )
بين هذه القصة والتي قبلها نوعا من التجاور النفساني، كلاهما : الرجل والمرأة يقتسمان المكابدة نفسها
(*)
قصة 111
(أثقلها الترميم
مِن خلف الألوان
تبتسم
# الشروخ # )
تستمر متواليات الإحساس المر بقسوة الزمن في نصوص القاصة والتشكيلية خلود بناي، فالترميم ليس شفيفاً
ويزداد الوجع النسوي عمقا في
قصة 152
(مصنع الحليب لم يتوقف
لطفلٍ فقدته
# قسرا # )
أشهد أن اي كلمة عن هذه القصة القصيرة جدا والموجعة، يشوه جمالياتها الباذخة
(*)
هي قصص قصيرة جدا،تكلمتُ عنها وامضا لكي يتوازن ما في الكفتين
: كفة النصوص ———– وكفة قراءتي
ومن المؤكد هناك نصوص أخرى جميلة أيضا في( خفايا شهرزاد )
(*)
عذرا على هذا الاقحام من قبلي سأقرأ العنوان المثبت على الغلاف بطريقتي
خفايا شهرزاد
قصص قصيرة جدا
……………………………………………………………..
(*) خلود بناي البصري/ خفايا شهرزاد وقصص قصيرة جدا أخرى/ المركز العراقي للترجمة والنشر/ العراق/ 2020