22 ديسمبر، 2024 11:33 م

في اليابان النوم على الأرصفة والمصاطب بعد العمل

في اليابان النوم على الأرصفة والمصاطب بعد العمل

ظاهرة جديدة سجلتها كاميرة المصور بول ياجكجوك وهي لا خيار لموظفي المؤسسات الكبرى في اليابان سوى النوم على الأرصفة والمصاطب عندما تغادر القطارات المحطات ليلا وعندما يكون المنام في الفنادق مكلف لمعظم الموظفين من ذوي الرواتب.
حيث يرى المرء في صور ياجكجوك رجلا شابا انيقا ببدلته وحذاءه وهو نائم على الرصيف في أواخر ساعات الليل في طوكيو ولكن لماذا يحدث هذا وكأن الشاب نائم في رحم امه.
ويبين ياجكجوك في كتابه الجديد High Fashion ان هذا الذي يحدث لم يكن مجرد حدث عابر وغير متكرر بل انه حدث متكرر. حيث يرى القارئ في الكتاب صورة بعد صورة لشبان انيقين نائمين في وسط المدينة. حيث اعتاد الناس على الشراب بعد العمل مما يجعلهم غير مسيطرين على أوضاعهم. ولكن في ثقافة المؤسسات الكبرى في اليابان العمل الشاق والمجزي الذي يعقبه السكر والضياع والنوم بدون سرير هذا ما تسببه هذه الثقافة دائما.
يقول الكاتب المولود في وارشو والمقيم في طوكيو “عندما يغادر اخر قطار يصبح الرصيف او المصطبة الخيار الوحيد لان الفنادق مكلفة بالنسبة لمعظم الناس مما لفت نظره الى هذه الظاهرة ظاهرة الموظفين الذين يتقاضون الرواتب الشهرية النائمين نوم عميق على الأرض.
وكان بول ياجكجوك يتنقل بين محطات المترو في طوكيو وبارات الكر يوكي بين الساعة 11 مساءا الى الساعة 3 صباحا باحث عن مشاهد من هذا القبيل وتصويرها. كان معظم المشاهد لأناس انيقي المظهر. الصور تظهر شبان أنهكهم العمل وانهكم التوتر والتعب والاعياء. والسؤال هل سينتهي المطاف بنا هكذا؟ . هذا الموضوع تم توضيحه بمهارة في كتابه المصور (High Fashion)
توحي الصور اننا كلنا نائمون في نفس سرير المستهلك المستغل من قبل كبرى المؤسسات الكبرى كلنا نائمون ومتشقلبون
بعض صور النائمين الملتقطة تبدو وكأنها صور لضحايا اغتيال (ربما قتلهم العمل المفرط) كما صورهم مصورون اخرون ولكن المصور بول راح ابعد من ذلك ليقول لنا اننا جميعا في سرير الاستغلال الرأسمالي للمستهلك وأننا كلنا نائمون متشقلبين
وكان طريق هذا المصور الى التصوير والى طوكيو بدون تخطيط حيث يقول انه في العقد الثاني من عمري غادرت بولندا باحثا عن المغامرات وذهبت الى سدني لدراسة التصميم الجرافيك ” ويضيف بعد فترة وجيزة مللت من مسالة استمرار جلوسي وراء المكتب. اردت الحركة. وجاءني فن التصوير طبيعيا ” وفي سدني التقى بامرأة يابانية وتزوجها وبعد التخرج قررا الذهاب الى اليابان.
ومشروع بول الحالي ينتقد الاستغلال الرأسمالي. موضحا ان مشروعه هذا يسمى 3000 انه صورة لمشروبات الطاقة وهو عبارة عن صور جرافييك ملونه مع رسالة قوية مخفية وهو عن منتجات تصنعها الشركات الصيدلانية لجعلنا اكثر تأثيرا وتعطينا المزيد من الطاقة وتجعلنا اقوى وافضل لذلك يمكننا العمل اكثر وننتج اكثر. ولكن باي ثمن؟
ومن مشاريعه الأخرى مشرع سماه بأسماء رموز العملات العالمية وهو صورة واضحة عن الكنيسة الكاثوليكية كمؤسسة تجارية كبرى تهدف الى تعظيم الأرباح حيث تصبح صور القدسيين لا شيء سوى مادة للبيع والتجارة. ويقول لقد نضج عندي فن التصوير وأصبحت أكثر جدية مع تقدمي في السن. وبدأت اطرح أسئلة لتشجيع الناس ليفكروا حول أنفسهم وحول الطبيعة
ويفكر أكثر المصورين شهرة على هذا النحو. حيث يعتقد براساي الذي صور باريس ليلا زمنيا قبل قرن تقريبا “ان الغرض من الفن رفع مستوى الوعي عند الناس اعلى مما يستطيعون تحقيقه لوحدهم. وإذا صدم بعضنا في القرن الواحد والعشرين بصور هؤلاء المخدرين من أصحاب الرواتب النائمين على الأرصفة والمصاطب وجعلنا نفكر بجدية أكثر حول دورنا في هذا العالم. حينها نقول ان بول ياجكجوك لم ينجح فقط في مقياسه بل انه مستمر في تحقيق ارثه الفني
ترجمة لعرض كتاب مصور عن الغارديان ويكلي