سقط النظام ولاحت في الأفق خيوط من شمس التغيير.. نعم إن أمريكا أسقطت صدام حسين.. الشعب العراقي بين مصدق ومكذب ..عليكم أن تصدقوا إن نظام صدام حسين قد سقط وأتت أمريكا إليكم بإناس ديمقراطيون سيأخذون بأيديكم الى بر الأمان.. إنتهت معركة الحواسم وبدأت معركة الفرهود التي قادها أناس فقدوا عراقيتهم وأصالتهم لأن العراقي الأصيل لايسرق دولته لايسرق المال العام وأثاث مؤسسات الدولة إنتقاما من صدام حسين .. لأبأس دعوهم يسرقون أمريكا ستعوضكم كل ما تدمر وكل ماسرق من أثاث ومكاتب ومتاحف المهم ان تكونوا شعبا يطبق الديمقراطية .. أمريكا تجلب لمجلس الحكم وجوه جديدة كنا نسمع عن البعض منهم حينما كانوا في الخارج بأسم المعارضين.. أناس ببدلات وأربطة وآخرون ببدلات دون أربطة ..رجال بعمائم سوداء وآخرون بعمائم بيضاء وآخرون بالزي العربي العقال والكوفية البيضاء أو المرقطة وآخرون بالزي الكردي.. نساء بالعباءات وأخريات بالجبب ومحنكات وأخريات سافرات ..هؤلاء قادتنا الجدد (يمه هلهلي) كتابة الدستوربإشراف بريمر القاء القبض على صدام ومحاكمته وإعدامه الزرقاوي يقود حملة الارهاب على الأبرياء في كل مناطق العراق.. أبرياء يقتلون ونساء تترمل وأطفال يتيتمون ..قادتنا السياسيون يتقاسمون الكعكة كل حسب حزبه وكتلته ولم يكتفوا بذلك بل سرقوا وأهدروا أموال العراق جميعها .. إنتخابات .. المالكي رئيسا للوزراء ..انتخابات.. المالكي رئيسا للوزراء مرة أخرى حتى أصبح يلقب بمختار العصر .. نعم لأن حكومته بدأت بالفساد والمحاصصة الطائفية وإنتهت بتسليم الموصل وتكريت والانبار الى الدواعش.. ومازال أيتام الولاية الثالثة من النواب وغيرهم ممن سقطت قطرة الحياء من جبينهم وأصحاب الألسن الطويلة يعدون الثمان سنوات التي حكم بها السيد المالكي بأنها من أجمل وأفضل أيام حكم العراق على مر التاريخ .. وهم يتحسرون على رجل أضاع كل مقدرات العراق وكسر هيبة الدولة بتسليم أكثر من ثلث العراق الى الدواعش وأدخلنا في مأزق الحرب وإعلان الدولة العراقية إفلاسها .. أي رجال أتت أمريكا بهم ؟ لتعوضنا الحرمان والعذاب والحروب في ظل النظام السابق..أبطالنا وحشدنا المقدس وأبطال جيشنا وكل قواتنا الأمنية أمام مهمة عصيبة وكبيرة وهي إعادة الفلوجة وتطهيرها من دنس داعش والقادة السياسيون وأعضاء برلماننا يتقاتلون على كراسي ومناصب وأموال ورئاسة هيئات وينتظرون قرار المحكمة الأتحادية المستقلة وهم يعرفون جيدا إنها ليست مستقلة وإستقلالية القضاء كذبة كذبت بها الحكومة علينا وصدقتها ينتظرون جلسة البرلمان هل هي قانونية أم لا؟ ولكن القضاء لم ينظر بمئات القضايا التي تخص سرقة وإهدار المال العام والرشاوى والكوميشنات والعقود وصفقات الأسلحة وقضية مصرف الزوية وسقوط الموصل وقضية سبايكر وهروب وتهريب السجناء و.و.و.و.وغيرها من القضايا التي سكت عنها القضاء بوجود إعلام مسيس وفاسد لايعرف سوى التمجيد والتطبيل والتزمير لقادتهم الفاسدين إلا عدد قليل من القنوات الشريفة والمحايدة التي تصدت لهذا الفساد …عشرات الشهداء يسقطون يوميا في الجبهات والقادة السياسيون والبرلمانيون يملئون رؤوسنا ضجيجا وزعيقا من على شاشات الفضائيات وكل منهم يتهم الطرف الآخر بأنه السبب في وصول العراق الى حافة الهاوية سياسيا وإقتصاديا وربما عسكريا ولولا فتوى الجهاد التي أطلقها المرجع الديني آية الله العظمى السيد علي السيستاني لكان الحال لأنحسد عليه.وكل ما عرفته من الثلاثة عشر سنة الماضية في بلدي هو إن العالم يتقدم العراق يركض الى الوراء بسبب التدهور السياسي والأقتصادي والعلمي .. وعرفت إن كل السياسيين العراقيين بجميع كتلهم وأحزابهم وطوائفهم وقومياتهم مجرد كذبة كشفت متأخرة…إن أمريكا بإسقاطها صدام حسين وقيادتها للتغيير في العراق بأنها أنقذت العراقيين ولكنها لم تنقذ العراق.. فهل لهذا البلد من منقذ؟؟
