23 ديسمبر، 2024 4:57 ص

لا توجد ديمقراطية مؤدينة إلا في بعض المجتمعات التي إختطفت الأحزاب المؤدينة فيها صهوة الكراسي وتسلطت على البلاد والعباد , وتوهمت بأنها تنوب عن رب العالمين الذي خولها أن تفعل ما تشاء.
هل سمعتم بديمقراطية مؤدينة؟
الأديان ليست ديمقرطية , فجميعها ترى إمتلاكها للحقيقة المطلقة , ودينها هو الدين وغيره لا دين , فتضفي عليه أقبح التوصيفات لتبرر الفتك بأهله.
فالعلاقة بين الدين والديمقراطية ليست سوية , وفي جوهرها عدوانية , وذات تطلعات إنتقامية إمحاقية؟
الديمقراطية بحاجة لبنى تحتية , وإرادة وطنية , وقوانين صارمة , ومؤسسات دولة مهابة , ودستور وطني قويم , وإقتصاد متين , وإعمال عقول بالتحديات والحاجات الإنسانية , وتقديم الخدمات للمواطنين , ولكل فيها دينه ومعتقده وما يراه , المهم المصلحة الوطنية المشتركة , والإنتماء إلى الحالة الجامعة اللازمة لبناء الحياة الحرة الكريمة.
الديمقراطية الجميع فيها متساوون أمام القانون , ولا سلطة تعلو على القانون , وهناك خطوط حمراء لا يجوز إهمالها.
أما أن تكون الدولة بلا هيبة , والقانون لا معنى له , والفساد السيد المطاع , والبلاد والعباد غنائم العمائم , والفتاوى الحاكم المطلق , وتنفذها مجاميع مسلحة خارجة عن سلطة الدولة , وتتحكم بمؤسساتها , فهذه ليست ديمقراطية وفقا لأبسط المعايير , إنها حالة غابية الطباع والتوجهات ومنطلقاتها عدوانية تدميرية لكل شيئ.
فالدين إذا جلس على الكرسي خرّب ذاته وموضوعه , وحول الناس إلى بضاعة.
فأخلاق الكراسي ومنطلقاتها تتنافى مع أي معتقد أو دين , ولهذا فالأحزاب تتنصل عن شعاراتها ومبادئها التي كانت تناضل من أجلها قبل السلطة , والأحزاب الدينية تتنكر لدينها وتتعبد في محراب الكرسي.
ولا بد من الإعتراف بأن الدين دين , والديمقراطية نظام سياسي إجتماعي لا يعرف دين , ويؤكد حق المواطن ومصالح المجتمع وما يديم قدرته على الحياة الطيبة!!
فهل ماتت الديمقراطية , وفي بلادنا يكتبون شهادة وفاتها؟!!
د-صادق السامرائي
18\9\2023