المتصفح لتأريخ الكراسي في مسيرة الأمة , (السياسية) , سيجد سلوكيات قاسية , لكنها ربما كانت متوافقة مع ضراوة التفاعلات السائدة في زمانها.
فالبشر وحش كاسر , خصوصا عندما يتحرر من الروادع , ويحسب نفسه ” أنا ربكم الأعلى”.
نقرأ قصصا كثيرة قبل الإسلام وبعده.
ومنها نهاية طرفة بن العبد , وإبن السكيت , وما جرى في محنة خلق القرآن من أعاجيب القصاص , وفقا لأوهام وبسبب آراء ومواقف.
وما حصل لأبو بكر النابلسي الذي قتلوه سلخا.
وللعديد من الفقهاء والعلماء , وذوي الرأي والمعرفة والعقول الفاعلة.
فالكراسي لا تؤتمن ومن يقترب منها ينال ما لا يخطر على بال.
وحتى في الزمن المعاصر , فالقرن العشرون يشهد بصنوف العذاب والتنكيل بالمعارضين , الذين يعبرون عن رأي.
فكم نال من قال كلمة أو كتب مقالة أو قصيدة , ما لا يصدق من الجزاء الرهيب.
هذه سلوكيات دائمة وفاعلة في واقع دول الأمة , وهي لا تعد ولا تحصى , وفيها الكثير من المآسي وصناعة الأحوال المتردية المكتظة بالشانئات.