الكراسي تتعامل بغباء , فمعظمها ومنذ خمسينيات القرن العشرين وحتى اليوم يتحقق إستغفالها ونهب ثروات البلدان بواسطتها , إذ يتم خداعها بفتح حسابات وهمية تضع فيها ما تسرقه من ثروات دولها , وحين تختنق تلك الأرصدة بالملايين تلو الملايين , يتم إزاحتها ومصادرة الأموال المقبوض عليها.
حصل هذا ويحصل للعديد من فخامات أصحاب الكراسي , الذين يسرقون ويسرقون من أموال شعوبهم وثروات بلدانهم , ويحسبون ذلك شطارة وقدرة على الحكم والتحكم بمقدرات البلاد والعباد.
وبموجب هذه النمطية الإنتهابية خوت خزائن أثرى الدول , وتحولت شعوبها إلى مشردين وجياع يعيشون تحت خط الفقر , والمعممون يحثونهم على التمرغ بالفقر والعوز لأنه يقرّبهم إلى الرب الذي يتصورونه على هواهم ورغباتهم ومصالحهم.
بلايين الدولارات يتم سرقتها من الشعوب المبتلاة بالأغبياء الجالسين على كراسي السلطة , وهم يأخذون بلا هوادة أو رادع , ويصمّدون سرقاتهم عند الذي يتحين الفرصة لأخذها منهم , وقد فقدت هذه الشعوب أموالا تكفيها لبناء أوطانها ورفاهيتها لأجيال وأجيال , لكن الواقع يشير إلى الخراب والدمار والمصادرة المطلقة لحقوق الإنسان , والدول الراعية لمفاسدها تشجعها على مزيد من الإنتهاك والإنتهاب , لأنه يصب في مصالحها.
ولهذا تجد شعوبا ثرية تعيش في مآزق مروعة لا يستطيع فيها المواطن أن يؤمّن لقمة عيشه , ومن الصعب أن يجد مسكنا لائقا , وأن يعيش بأمن وسلام وقدرة على صناعة حاضره ومستقبله.
وترى المنافقين والمرائين يجتهدون بمواعظهم السقيمة ودعواتهم الأليمة , الحاثة على تطييب الموت وإنكار الحياة , وتوهم المساكين على أن الحياة في الموت , والموت في الحياة , فهذه الدنيا لا تستحق الجد والإجتهاد , وعلينا أن نتقافز مثل الفئران نحو الموت , وهم يتربعون على تلة بعيدة ويتمنطقون بأبجديات البهتان والضلال المهين.
فإلى متى يبقى الأغبياء يتحكمون بمصائر الشعوب الثرية في بلداننا؟؟
وإلى متى تبقى العمائم تبرر الخطايا والمآثم؟
فهل من حسقلة , وروح حسقيلٍ فاعلة؟!!
وهل من عمائم تتقي الله؟!!