تحتفل الامة الكردية في كل ارجاء كردستان الكبرى واصقاع العالم من كل عام بعيد نوروز الذي يهل بحلة مشرقة وساحرة من بين احضان الربيع …..
الربيع الذي يحمل الكثير من الافراح والاحزان في صفحات تأريخ الامة الكردية ففي الربيع ولدت الانتفاضة التي دحرت نظام البعث وفيه ايضا ولد الاب الروحي للامة الكردية البارزاني الخالد وفي الربيع قتلت حلبجة بأطفالها بنسائها برجالها بشيوخها وفيه تخرج الطبيعة الخلابة والساحرة لكردستان عن صمتها لكي تعلن عن قدوم عيد نوروز هذه المناسبة الوطنية المقدسة التي ينتظرها الاكراد لكي يعيدوا من جديد احياء طقوس ومراسيم الثورة والكفاح والنضال …..
فعيد نوروز له مكانة عظيمة ومقدسة جدا في عقول وقلوب الاكراد لأنها ترمز الى الحرية والثورة مجتمعين …..
فالحرية كانت منذ القدم ولحد يومنا هذا الهدف الاسمى لدى الكرد الذي حققوه والثورة هي حالة فطرية في دم وجسد الكردي غير قابلة للنضوب والزوال لأنها تحمل استمرارية ومرونة تكتسبها الاجيال الواحدة تلو الاخرى …..
ففي نوروز تلتقي العائلة والعشيرة وتصدح الانغام والدبكات في سماء طبيعة كردستان وتلم الازهار والمساحات الخضراء الاصحاب والاصدقاء والاقرباء لكي ترسم لوحة تشكيلية معبرة عن اشياء جميلة وساحرة مزروعة في العقول والقلوب …..
وتحتفل الارض بالربيع على طريقتها فهنالك يصهل النهر بتياره وموجه وهنالك تتفتح براعم الازهار وتهب رياح من نسيم السهول والوديان …..
نوروز تعيد احياء الروح من جديد في احشاء ارض كردستان …..
فالامة الكردية قبل اليوم كانت تعيش بسلام وطمأنينة لأنها امة لا تحمل سوى رسالة الحرية في فلسفتها التي تحمل دستور وشريعة الوفاء والاخاء والعيش المشترك لكن بعد ان اعلنت داعش حربها ضد الكرد اضطرت هذه الامة ان تدخل في حرب تضاف الى كل الحروب التي خاضها الكرد في سبيل الحصول على حقوقهم والحفاظ على مكتسباتهم لذا في الماضي كان الكرد يحتفلون بعيد نوروز ويحيون هذه المناسبة المقدسة من كل عام تخليدا لثورة امة بأكملها واحتفالا بقدوم رأس السنة الكردية الجديدة …..
اليوم ورغم الحرب الدائرة على جبهات القتال بين داعش وقوات البيشمركة ستحتفل الامة الكردية بعيد نوروز رغم الالم والحزن والتضحيات التي قدمت في سبيل الارض والشرف والحرية …..
فالازمات والكوارث والمأسي التي واجهت الكرد لم تستطع ان تمحي هذه الامة من الخارطة بل زادتها قوة وتحديا وتمردا لأن الشعب الكردي بطبيعته شعب جبار عظيم متمرد شجاع لا يعرف للانصياع معنى ولا يعترف بالظلم والطغيان ويأبى الخشوع لأمم الارض كلها مجتمعة …..
فاليوم داعش تحاول ان تجهض الحلم الكردي لكن من المحال ان تجهض ثلة من الدواعش السفاحين والقتلة المأجورين والحثالة حلم امة بأكملها فلقد حاول نظام البعث بكل قوته وطاقته وترسانته العسكرية تدمير ومحو الكرد لكنه فشل فشلا ذريعا وكانت النتيجة اندثار البعث من الوجود برفاقه بأعضائه بقياداته في مزبلة التأريخ ما بين قتيل ومحكوم فكيف بثلة من اصحاب اللحى المزيفة حاملي رايات الموت السوداء ان تدمر وتمحو تأريخ الامة الكردية …..
لم يفعلها صدام حسين حامي العروبة والبوابة الشرقية كما كان يدعي ولن يفعلها من بعده ايا كان لأن سيواجه احفاد زاردشت احفاد النار …..
فاليوم سيشعل الاكراد النار في سفوح جبال وسهول ووديان كردستان تعبيرا على صمودهم ضد الارهاب وضد كل من يفكر او يحاول مواجهة مكتسبات وطموحات وحقوق الامة الكردية …..
اليوم ستنهض الامة الكردية عن بكرة ابيها وستشتعل النيران وستلتهب المشاعل وتصدح الصرخات وستنطلق رصاصات الغضب في جبهات القتال احتفالا بقدوم نوروز وغدا سيرتدي الرجل الكردي زيه القومي وسترتدي المرأة الكردية جديد ثوبها المزركش بالالوان وسيرتدي الاولاد زي البيشمركة وستنطلق الاحتفالات في ارجاء كردستان وبهذا تكون الرسالة قد وصلت لداعش بأن الكرد لا يهابون الطغاة والقتلة والسفاحين ولا يمكن لحفنة من المرتزقة والرعاع اصحاب اللحى المزيفة ان تجهض فرحة وحلم الحرية والثورة الكردية …..
فاليوم الاكراد ليسوا شعبا بل هم امة مثلها مثل امم الارض لها حقوق وطموحات واحلام لأثبات الهوية وتقرير المصير وعيد نوروز ما هو الا انطلاق لشعلة الحرية والثورة من جديد مثلما تنطلق كل عام في الربيع لكي تعلن عن وجودها القومي والوطني لساكني الارض …..