عندما يموت العلماء!!

عندما يموت العلماء!!

من الظواهر الخارجة عن عصرها أننا نهتم بالأقوال ونبجل أصحابها , ونحسبهم كل شيئ يمكننا أن نفتخر به , في عصر الإبداع المادي والإبتكار , وتجسدت لغة الأفكار وقوتها كالإعصار , فالأقوى ليس مجتمعات الأقوال بال الأفعال , والأعمال , فما تأثير مئة شاعر أمام إنجاز علمي أصيل واحد.

لا ننفي ونستغني عن دور الشعراء , كما لا نستغني عن الأغنية والموسيقى والفنون الأخرى , لكن العلم يبقى سيد الحاضر المتفتق الإبداعات التقنية المتنوعة.

الشعر لا يطعم من جوع ولا يؤمن من خوف , الشعر سلوك ترف وتعبيرات عما يختلح في النفوس , ولن يتجاوز ذلك في معظم الأحيان , “والشعراء يتبعهم الغاوون” , أي الضالون , المنقادون للهوى.

فهل ينفع المجتمعات من إتبع هواه؟

العصر الذي نعيشه معقد ومتطور وفيه من القدرات والطاقات ما لا يخطر على بال المغفلين في ديار السمع والطاعة والتقليد الأعمى لأساطين الشنين.

الفرد فيه ضعيف , وما يتصوره أوهى من بيت أي عنكبوت , ولا بد من تفاعل جمهرة عقول متخصصة في أدق ميادين فروع العلوم , والقادرة على تقديم الدراسات الرصينة والبحوث القويمة.

مراكز بحوث إستشارية واعية ومؤمنة بالنطق بالحقيقة الخالية من الأهواء والميول والمحاباة.

الشعر المُفكر منبوذ , والشعر المضلل المداعب للمشاعر المطمورة مرغوب , والدنيا في عالم التحولات الإبداعية المادية المتنامية , ونحن في معالقل الهروبية والتحول إلى أبواق تهذرب بإسم أولياء النعمة , وأسياد الكراسي , والمنتقمين من الشعب.

حكومات لا تبني ولا تفكر بمصالح البلاد والعباد , و نتغنى بالشعر الوهمي الذي يرضي بعض الرغبات المكبوتة , ويخدر الجموع بعبارات ذات أنين ودموع.

فهل لنا أن نفعّل عقولنا بما ينفعنا لنؤكد جوهر أمتنا الحضاري الأصيل؟!!

علوم في متاهات الضياع

وأشعارٌ لجمهرة الجياع

بحرمان وتنكيدٍ رؤاها

ومنهجها مراسيم اتباع

أ هذا الشعب مرهونٌ بغيرٍ

يبارك شعره طمع السباع

أحدث المقالات

أحدث المقالات