17 نوفمبر، 2024 4:57 م
Search
Close this search box.

عندما يكون النمر ورقا والمخالب من فولاذ

عندما يكون النمر ورقا والمخالب من فولاذ

لو توقفت عقارب الزمن وعدنا معكم بالذاكرة الى الوراء وتحديدا الى السوابق التاريخية التي تتحدث عن التاريخ السياسي لبلاد فارس المعروفة اليوم بإيران، لوجدنا ان الفرس وعلى مدار التاريخ كانوا يحيكون الدسائس والمؤامرات للدولة الاسلامية وانظمة حكمها ولم يسلم حتى صحابة رسول الله عليه السلام وآل بيته الاطهار من غدر الفرس وكيدهم ، وليس ذلك بمستغرب منهم،  فهذا هو ديدنهم في الحياة ؛ لانهم لا يستطيعون مواجهة خصومهم وجها لوجه، ما جعلهم يستخدمون وسائل دنيئة على يد مرتزقة ومأجورين للنيل من اسيادهم .
من شب على شيء ، شاب عليه ، هذه المقولة تتداولها الالسن على الدوام ، خصوصا عند ذكر المثل السيئ ، ولعل الجديد في سياسة ايران انها دائما تعمل على اثارة الفوضى والشغب في الدول العربية والاسلامية من خلال نشر افكارها المسمومة في عقول الشباب وتهيئتهم ليكونوا شرارة اللهب ساعة الذروة ، واليوم تعمل ايران على نفخ هذه الشرارة في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين والبحرين واليمن، تحت مسمى “المظلومية”  لتؤكد في حقدها هذا على العرب والمسلمين ، تحالفها الاستراتيجي مع تل ابيب منذ زمن الشاه حتى يومنا هذا ومصداق كلامي على ذلك ، هو ما اعترف به وزير البلاط الايراني “اسد علم” في مذكراته السرية ( الشاه وانا ) .
ان تاريخ العلاقات الايرانية الاسرائيلية قديم جدا والتعاون بينهما يجري على قدم وساق من خلال وجود اكثر من الفي شركة اسرائيلية تعمل في ايران؛ ولهذا نجد ان طهران تعمل بكل ما تملك من ادوات للتدخل في شؤون الدول العربية من اجل خدمة الصهيونية، وقد تجلت هذه الخدمة بعد الغزو الصهيو امريكي للعراق، وتنصيب ايران الحاكم الفعلي للعراق من خلال مرتزقتها الذين لم يبخسوا جهدا في تقديم ولاء الطاعة لها ، ولعل ما جرى ويجري في العراق من تدمير لماكنته العسكرية وقوته البشرية القتالية وهياكل الدولة بالكامل ، خير دليل على التعاون .
  وربما يرى بعضم ان هناك اختلافا بين طهران وتل ابيب!! لكنه اختلاف فكري او مذهبي ليس الا في حين ان العقيدة والانتقام والاهداف لتدمير العرب والاسلام هي بلا شك مشتركة بينهما.
ان ايران ضعيفة جدا مجتمعياً ، وتركيبتها السكانية غير متجانسة من حيث طبيعة الحكم فيها ، خصوصاً ان الثورة الخمينية أسهمت الى حد كبير في سطوة اصحاب الملالي على الحياة المدنية في المجتمع الايراني ، كل ذلك جعل ايران تنقل ازماتها الى الخارج خشية ان ينفجر بركان الغضب بداخلها في اي لحظة؛ ما يجعلها في موقف لا تستطيع اجهزة مخابراتها وحرسها الثوري ان يوقفوا هذا الهيجان حتى لو وغلوا في شعبهم بقساوتهم وبطشهم؛ لانهم على يقين ان الثورة الالكترونية اصبحت المحرك الرئيس الذي يحرك الشباب اليوم ويمدهم بسلاح لا تقوى اي قوة ان توقف زحفه .
النمر الذي يتحرك داخل ايران لا يملك القدرة على ان يتجول امام الفريسة منفردا دون ان يكون معه قطيع من الجراء ، كون هذا النمر لا يملك المخالب التي يدافع بها عن نفسه ، ولهذا السبب نجد هذه المخالب موزعة في عدة اماكن لنشر الرعب والفزع بين الناس ، وهذه الحال تنطبق على وضع الامة العربية اليوم التي تعاني الضعف والوهن بسبب خوفها من ردة فعل هذا النمر الذي يحرك مخالبه بحرية دون رادع يقطع دابره ، لعلمه ان الفضل يعود لمخالبه التي غرسها في جسد الامة الهزيل وتمكنت منه .
 هنيئاً لصورة هذا النمر الورقي الذي استطاع بمكره وذكائه ان يجعل مخالبه الفولاذية المأجورة تفعل فعلتها وتحقق غايتها المرجوة منها بكل اقتدار وتجعل صورة النمر تلصق على ابواب القصور، وفوق كراسي العروش، وانظمة الحكم في بلادنا العربية .

أحدث المقالات